مسارات .. مشروع لكتاب وطني
عبدالرحيم العرجان
26-12-2020 02:12 PM
إن أجمل العلاقات هي العلاقات التي تربط الإنسان بالوطن والتي تعتز به وتفتخر بتاريخه وأهله بشتى المواقع من حضر وبادية وقرى وأهل بحرٍ وما فيه من تقدم ورفعة تضاهي بها الأمم بقيادة هاشمية حكيمة، وخير وسيلة للتعرف المباشر هو الزيارة سيراً على الأقدام، فكلما اقتربت من شيء ولامسته، عرفته أكثر وزاد انتمائك له، ومن هنا جاءت مبادرتنا مسارات للتعريف الشامل بدروب مرسمة أو تم استحداثها.
الهدف من المبادرة:
مع الجائحة التي نأمل من الله أن تنتهي بعد توقف الحركة السياحية المحلية والدولية، ارتئَينا أن نقدم مقالاً أسبوعي لمواقع في مختلف أرجاء المملكة لتعريف الناس بوجهات جديدة وتحفيزهم على رياضة المسير والترحال بلغة لساننا العربي المبين، التي تناولنا وتوسعنا بها بسلسلة أسبوعية إعلامية متاحة للجميع وعبر الحدود بأسلوب يحاكي الجميع، فما كتب بها و لغات أخرى كان نادر ومحدوداً نسبياً لمناطق عامة ومعروفة دون الخوض بغياب المكان وأسراره وحياة ساكنيه، فعلى سبيل المثال كتاب 1001 مسار يجب أن تعرفه والذي صدر قبل عامين وهو المرجع الأساس لعشاق هذه الهواية حيث تناول فقط أربع مسارات معروفة للجميع بشكل سطحي دون توسع فيها ( وادي رم، آثار جرش، البتراء و وادي حمارة).
فهذا النشر المتخصص يعزز السياحة المحلية مشفوعة بالقصة التاريخية و انشائه جيولوجياً وتطور الحياة الفطرية بما فيها من نبات وحيوان وطيور مستوطنة أو عابرة معززاً ذلك بصور ملتقطة من كل مسار دون أي تعديل على البرامج الفوتوغرافية لربط الواقع بالمتوقع بالنسبة للزائر ولإعطاء مصداقية أكبر وتحفيز للزيارة وإطالة مدتها، ولم نغفل فيها عن المجتمع المحلي لكل منطقة، فهم أهل المكان ولديهم الكثير من السرد حول الموجب الذي يتم توثيقه بلسانهم الطيب المتوارث، والعيش بتجارب معهم وما لديهم من أسرار وكما تقول الحكمة "أهل مكة أدرى بشعابها" ونقول نحن من يمشي على ترابه يحب بلاده.
وللسلامة العامة أهميتها القصوى راعينا بذلك خصوصية كل مسار من حيث الاستجمام والاستكشاف أو التحدي، وتحديد مستويات الصعوبة الثلاث مع الظروف الجوية ومحاذيرها والفصول الأجمل لكل وجهة مع الاحتياطات والمتطلبات اللازمة من أدوات وملابس ومستلزمات البقاء من طعام وشراب.
فريق العمل:
وهذا الجهد الوطني قائم على فريق متكامل يزور كل موقع ضمن خطة مدروسة واستشاريين لكل ما يكتب من داخل الأردن وخارجه، للخروج بنص علمي أدبي متمعن يحاكي كامل الأطياف بفكر أصحاب الهواية فيه من التشويق الكافي لجذب عشاق السفر والمسير لما بعد انتهاء هذه الغمة العالمية وزوالها، فبعد كتابة كل نص مستفيض بالبحث في المراجع الموثوقة علمياً يرسل للتدقيق التاريخي إلى الأستاذة هناء بني عطا مسؤولة التنقيبات في كلية الآثار بالجامعة الأردنية، وكذلك الفنانة القديرة سلمى المري بالإمارات العربية لتقيم الصورة الأدبية ومن الأردن الرحالة الخبير فراس الكايد والمدققتين اللغويتين شادن الحياري وآية السراديح والفنانة رحاب صيدم لتقييم الصورة الفوتوغرافية وترابطها مع النص واستشارة الخبيرة لينا الخالدي من جمعية السياحة الوافدة لقياس عنصر الجذب السياحي الدولي.
ولا بد من ذكر أنه قبل كل رحلة يتم دراسة خط المسار من حيث درجات الصعوبة وترسيم دربه إلكترونياً حسب برنامج التموضع جي بي أس ليكون مرجع مستقبلي وتحديد المسافة والنقاط الواجب أن يمر بها والفترة الزمنية لإتمامه ومناطق الأمان والخطورة والمنافذ الأقرب للمناطق المأهولة والطرق العامة لأجل السلامة وحالات الطوارئ ونقطة البداية والنهاية والاستراحات والزمان اللازم لإتمامه وهذه الحصيلة سوف تكلل بإصدار كتاب استرشادي وخرائط "مطبوع ورقي وإلكتروني" وفق أعلى المعايير المهنية والسياحية الدولية بلغات مختلفة وتصميم فني عالي المستوى، يلبي رغبات سيّاح الترحال والطبيعة ومرشداً لهم لتكون كمرجع أساسي للأدلاء وعنصر جذب مخلص لمنتج جديد دخل منظومة السياحة والسفر فكم من خبيرٍ وباحث لا يعلم أن لدينا أشجار أرز أو مواقع قد سُميت بغير حقيقتها.
نتائج النشر:
وما تم نشره وما بين يديكم الآن وجد اهتماماً كبيراً وصدى لدى الجهات الرسمية والأهلية والمجتمع المحلي ورحالة محليين ومقيمين تعرفوا على مواقع جديدة أو بيّن لهم معلومات حول الدروب التي يمشونها وحفز نخبة جديدة لخوض غمار هذه الهواية من محبي الاستكشاف والإطلاع، ووضع الأردن على برنامج الزيارة لإخوة لنا من الدول العربية الشقيقة للخوض بغمار التجربة في الأردن، وعزز دور المجتمع المحلي والمحميات ودرب الأردن.