المناهج الإلكترونية .. خطوات جادة نحو التغيير
د. عبدالرحمن التخاينة
26-12-2020 01:32 PM
جلبت جائحة كوفيد 19 والحداثة من قبلها الحاجة الى التعليم الإلكتروني وإعادة النظر في تصميم المناهج التعليمية ضمن منظومة الكترونية تتماشى مع التغيرات التي طرأت، ومايترتب على ذلك من إدراج محتويات ومخرجات وأهداف وطرائق تدريس وتقويم تجعل المتعلمين يتلقون تعليمهم إفتراضياً، لذلك شكل الوصول الى تصميم يتماشى مع ماوصلت اليه الحداثه من تقنية، خاصة في مجال التعليم والتعليم تحدياً تجاوزته حكومات الدول المتقدمة من قبل جائحة كوفيد 19، ومازالت الدول النامية والعالم الثالث في الخطوات الأولى والوسطى والبحث حول أنسب الإستراتيجيات والخطط طويلة المدى لإدارة المخاطر والأزمات مع غياب واضح في توظيف التكنولوجيا في الممارسات البيداغوجية.
وبما أن المناهج التعليمية تصف مجموعة المواقف التعلمية والتعليمية التي يُستعان في تصميمها وتنفيذها وتقويم أثرها بالإستعانة بأدوات التكنولوجيا المختلفة بدءاً من الحاسوب والكتب المبرمجة والهاتف الذكي ، فإن ضرورة التدخل السريع بإعادة صياغة المناهج من حيث صياغة جديدة للخطط الدراسية ومحتوياتها وتوزيع العلامات وحتى الكتب المعتمدة وأساليب التقويم هو التحدي الأكبر للخبراء التربويين في الأردن حالياً.
وعلينا أن لا ننسى في هذه المرحلة الهامة من تصميم المناهج الإلكترونية مراعاة الأهداف المبتغاة والتي تكمن في الخروج من نطاق طرائق التدريس التقليدية وخلق دافعية للتعلم من خلال الوسائط المتعددة (الفيديو، الصوت، الرسوم الثابتة والمتحركة،،،،،،،،،،،،) التي يتم تزويد المنهاج بها بأي وقت يريده المتعلم ومن منازلهم، مع إيجاد حلول للعديد من المشكلات المرافقة للتعليم التقليدي كالمرض والغياب والتسرب الدراسي.
وفيما يتعلق بالتقويم الإلكتروني، يقع على عاتق المؤسسات التعليمية بمختلف مستوياتها إتباع الأساليب والأدوات التي تسهل عملية التقويم إفتراضيا خلف شاشات الحاسوب، سواء أكانت إختبارات أم أنشطة وتكليفات أو مشاريع، ذلك لأن التقويم الإلكتروني يأخذ أساليب وأنماط معينة كما في : أسئلة الإختيار من متعدد، الصح والخطأ، الإجابات القصيرة ، التركيب والعمل التشاركي ، على سبيل المثال لا الحصر.
إن الإنتظار دون التجهيز الى عصر الذكاء الإصطناعي والتعليم الإفتراضي الذي سيشكل جزءاً كبيرا منه، سيجعلنا في مصاف الدول المتأخرة، نحن بحاجة الى خرق المراحل الزمنية مع مراعاة التوازن فيما يخص الجوانب النفسية والاجتماعية والاقتصادية والخصوصية الثقافية للمجتمع، وكل ذلك لا يتأتى إلا بالعمل الدؤوب وتوظيف الخبرات في سعينا نحو الأفضل.