اعياد راس السنة والكريسماس، كل عام والاخوة مسيحيو الاردن وفلسطين والامة العربية والعالم بالف خير وسلام. ونعدو بالاحتفال عسى ان يمن الله علينا بتبدل الاحوال ولنخرج من ازمة الوباء متعافين وسالمين، وفرحين ومنزوعي الهم والقلق والكابة. وندعو للامة بان تستعيد عزتها وكرامتها ومجدها، وليكون المستقبل عنوانا افضل لما تستحق الشعوب العربية المقهورة والمظلومة، وان كنت لا اظن ان المستقبل يحمل اي امل وخير لامة العرب.
عام كورونا كشف كم ان الاخوة العربية باردة، وان الاخوة العربية مجرد شعار مستهلك في نشرات اخبار المحطات الرسمية العربية. كورونا فتك بالشعوب مرضا وجوعا وفقرا، وضحايا المرض وصلت لمليون نسمة واكثر، وهتك الفايروس في كبار السن والشباب ضعيفي المناعة من قلة وسوء التغذية ونقص الادوية وشحها وانعدام وتردي الخدمات الطبية والصحية. واقول لله الحمد ان الفايروس لا يصيب الاطفال.
كان الفايروس قد وصل الاردن في الاسبوع الاول من شهر اذار سيئ الذكر. واعترفت الحكومة رسميا بوصول الفايروس، واعلنت عن اجراءت الطوارئ واوامر الدفاع والحظر الشامل الطويل وقرارات الاغلاقات الكلية والجزئية والتي مازال معمولا بها حتى اللحظة.
وبدا فيما بعد الاعلان اليومي عن اعداد الاصابات والوفيات، وقرارات كورونا، ولدت ازمة كورونا ما يسمى بالموجز الصحفي اليومي للحكومة وخلية ادارة الازمات.
توالى اعتراف الدول العربية تباعا بوصول الفايروس، من دول الخليج العربي والعراق وسورية ومصر، والمغرب العربي. واكتفت دول عربية بالاعتراف بوجود كورونا لا اقل ولا اكثر، ولانها غارقة في وحل الفوضى والحروب الاهلية والصراعات البينية، ودول تعيش على حافة الخرائط، ولا تعرف متى تختفي او يعاد ترسيمها؟
وبقينا نتابع اخبار كورونا برعب وقلق. وعايشنا الجولة الاولى من الحظر الشامل مسكونين بالخوف، وفيما قدم الناس في اولوياتهم الجانب الصحي والوبائي على الاقتصادي والمعيشي.
والطريف انه بعد 3 شهور من الحظر الشامل والاجراءات الوقائية والصحية المتشددة، وقعت حادثة سائق الخناصري، وعاد الفايروس ليتدفق عبر الحدود والمعابر البرية والجوية. ومن هنا بدات لعنة الاخطاء تدخل البلاد في محنة اكبر واعقد من الفايروس، انها الظرفية الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي تطارد اشباحها ملايين الاردنيين الفقراء والجوعى والعاطلين عن العمل.
و القصد من هذا العرض السردي الاشارة الى ان واقع كورونا الاردنية كان مؤلما جدا، ولربما ان اقدار الاردنيين التعيسة ليست بفعل الفايروس فحسب انما ادارة ازمة كورونا.
ها هو عام 2020 ينقضي، وقد مر قاسيا وثقيلا، وقد مر ونحن نغطي وجوهنا بالكمامات. وصارت الكمامة اكسسوارا يوميا، وارتداؤها سلوكا يوميا، وصرنا نتخاطب ونتهامس ونمارس النميمة من وراء كمامات.
بلا شك ان الكرة الارضية سادها ذعر. الكل خائف، الناس يخاف من اخيه الانسان، خوفا ان يكون حاملا لفايروس.
تباعدت الناس وتباعدت قلوبهم ومشاعرهم، وجفت الضمائر ونفذت القيم والاخلاق، ولم اسمع وكنت اتمنى عن
اعمال اجتماعية وخيرية، ولم اسمع عن تحالف قوى راسمال مع الدولة والمجتمع في ازمة كورونا.
بنوك ومؤسسات مصرفية واثرياء تبرعوا بمبالغ هزيلة تحت ضغط سياسي. ما سمعنا عن رجل اعمال وثري اردني تبرع بتامين ادوية، وتبرع باجهزة طبية وتبرع بمساعدات طبية لمرضى ومصابين لا يملكون فاتورة الدواء.
استوطن الوباء وبقى القوم مصرين على الاعتراف بالاصابة بالفايروس. وكانها تهمة سوداء.
ايام ونعبر لعام جديد. وكل ما نتمناه ان يحمينا الله من الوباء، ويوحد صفوف كلمة الحق، ويحصن الاردن وبلاد العرب، ويحفظنا من كل سوء كوروني وسياسي واقتصادي، وان يبعث في اوطاننا من يخافون الله ويشاركون الناس في الكلا والماء والنار. وكل عام وانتم بخير.
الدستور