يصر العدو الصهيوني ، على قلب الحقائق ، والاستمرار في تزوير التاريخ ، فيطلق على ابناء الشعب الفلسطيني ممن ولدوا في قطاع غزة ، ويعيشون في وطنهم ، في الضفة الغربية ، "متسللين"،، تمهيدا لطردهم من وطنهم.
ونسأل من هو المتسلل؟.
هل هم ابناء الشعب الفلسطيني ، الذين عاش اجدادهم الكنعانيون في هذه الارض قبل ستة الاف عام ، وبنوا القدس والخليل والناصرة وبئر السبع ، واسسوا حضارة ، وبنوا دولة تصدت لكافة الاقوام العابرة ، على مدى التاريخ ، ام فلول الصهاينة الذين احتلوا فلسطين بالقوة ، بفعل المؤامرة الغربية الدنيئة ، التي تناوب على تنفيذها بريطانيا واميركا ، ونجحوا في زرع كيان غاصب في خاصرة الوطن العربي ، خدمة لمصالهم ؟؟.
من هو المتسلل؟.
هل هو ابن غزة والقدس ويافا وحيفا ، الذي اقام اجداده في فلسطين ، قبل ان يدون التاريخ ، ام من فروا من بولندا وروسيا والمجر وبلغاريا والحبشة.. وغيرها ، قبل اقل من 60 عاما ، واصبحوا قادة للكيان الغاصب ، جولدا مائير وبيغن وشامير وليبرمان؟.
هل ابن خانيونس ورفح متسلل ، ام حارس الماخور ، ليبرمان؟؟ الذي لم يمض على هجرته الى فلسطين المحتلة من روسيا سوى سنوات محدودة؟.
ان قرار العدو طرد اكثر من 75 الفا من ابناء شعبنا ، من ابناء غزة ، المقيمين في وطنهم في الضفة الغربية ، هو استمرار لنهجه العنصري ، ولجرائم التطهير العرقي ، التي تزامنت مع اقامة كيانه الغاصب في عام 1948 ، وهو تأكيد لمن يصرون على اغلاق اذانهم وعيونهم ، بان الصراع مع العدو مستمر ، ولن يتوقف ، لانه ببساطة صراع وجود ، وليس صراع حدود ، صراع ان نكون او لا نكون.
لا داعي لاستحضار التاريخ ، للتذكير بان اليهود لم يسكنوا فلسطين ، ولم يقيموا فيها دولة كما يدعون ، ويدعي بعض المستشرقين الذين روجوا للكذبة ، لاغراض استعمارية ، ونحيل الراغبين في الوقوف على الحقيقية ، الى كتاب كمال الصليبي ، "التوراة نزلت في الجزيرة العربية" وكتاب الباحث العراقي ، فاضل الربيعي ، "فلسطين المتخيلة" ، اضافة الى كل ذلك ، فلا بد من التأكيد بان علماء الاثار الصهاينة ، لم يعثروا وعلى مدى اكثر من ستة عقود من البحث والتنقيب والحفريات ، على ما يتبت وجهة نظرهم.
طرد الفلسطينيين من وطنهم ، هو اعلان حرب على كل العرب من الماء الى الماء ، واعلان حرب على السلطة ، وتنكر لكافة المعاهدات والاتفاقيات ، فهذه الاجراءات وان كانت عنصرية بغيضة ، فهي انتهاك للقانون الدولي ، وللشرعية الدولية ، ولحقوق الانسان ، ولمعاهدة جنيف الرابعة ، وانتهاك "لاوسلو" وخريطة الطريق ، وبيان انابوليس ، وقد اكدت جميعها ، على وحدة الاراضي الفلسطينية "القدس والضفة الغربية وقطاع غزة" ، وهي في النهاية اعلان عن بدء العد التنازلي ، لطرد ما تبقى من الشعب الفلسطيني في وطنه ، للتخلص من الخطر الديمغرافي الذي نبه اليه مفكرون ، ابرزهم د. سافير ، استاذ الجغرافيا في جامعة حيفا ، واخرهم وزيرة الخارجية الاميركية ، هيلاري كلنتون ، في خطانها الاخير في "الايباك".
باختصار.. هل يرقى العرب ، والسلطة الفلسطينية ، الى مستوى خطورة الحدث ، فيعلنوا تجميد العلاقات مع العدو ، ووقف التطبيع ، وتفعيل المقاطعة الاقتصادية ، وهل تقف السلطة على رجليها بعد انبطاحها الطويل امام العدو ، وتعلن انطلاق المقاومة الشعبية ، لصد الجنون الصهيوني قبل ان يقتلعهم من فلسطين. نأمل ، ولكل حادث حديث.
Rasheed_hasan@yahoo.com
الدستور