يعتمد الأداء المؤسسي على تبني جهد جماعي منظم يوائم بين الأداء الفردي الحصيف والتنسيق والتعاون السلس داخل الوحدة الإدارية والربط والضبط المنظم بانسيابية مع بقية الوحدات الإدارية الأخرى ضمن إطار الإتقان والجودة والمخرجات المبنية على تحقيق الأهداف والغايات بدقة وصوابية خلال زمن محدد.
ان حسن اختيار الموظف وتطبيق معايير موضوعية مجردة عن العواطف والمصالح والمحسوبيات يؤسس لاختيار موفق للفرد الذي يناسب موقعا وظيفيا معينا ومن ثم اخضاعه لبرامج تدريبية على مراحل زمنيه وتوجيهه واخضاعه للرقابة والتقويم بين الفينة والأخرى دون وجل او حياء او خوف هو الأداة المناسبة لحسن سير الموظف في عمله اليومي.
ولا بد من تطوير الموظف لنفسه والتعرف على طبيعة العمل الذي يمارسه وتفاصيله وابعاده ومراميه وما يستجد عليه مع ضرورة استخدام التقنية المتاحة في دورة العمل المستندية وصولا إلى الإنجاز بأفضل الوسائل واقصر وقت.
ان مما يؤسف له ان ساعات العمل الرسمي لا تستغل لاداء العمل فقط وإنما يضيع معظمها مهدورا لأعمال أخرى خاصة منها اللهو واستخدام جهاز الهاتف في الاتصالات الشخصية وقضاء المصالح الخاصة وتبادل الزيارات الشخصية أثناء ساعات العمل وقراءة الاخبار والصحف والتأجيل والتسويف.
ان غياب الرقابة والمساءلة ومتابعة سير الإجراءات الخاصة بإنجاز المعاملات ضمن فترة زمنية محددة هي من أكبر المشكلات التي تعاني منها الدوائر والمؤسسات الرسمية.
وهنا لا بد من وضع آلية معتمدة لتتبع سير المعاملات والمحطات التي تمر بها وتحديد اوقات لانجازها تحت طائلة الرقابة والمساءلة والمحاسبه وضرورة اختصار الإجراءات وتسهيلها والابتعاد عن البيروقراطية وتفويض الصلاحيات والتقليل ما أمكن من كثرة المحطات التي تمر بها المعامله.
ان من أبرز ما يمكن أن يساهم في التطوير المؤسسي هو وجود رؤية واضحه لدى أصحاب القرار ونية صادقة لتحقيق هذه الغاية.