اليازجي والبستاني والاعتزاز العروبي
محمد يونس العبادي
24-12-2020 08:37 AM
هاتان الشخصيتان ساعدتا على تقدّم الحياة الفكرية ونشر الثقافة العربية ووضع أسس الاهتمام بالتراث العربي، وساهما ببعث الشعور القومي على الظهور في الأقاليم السورية. وقد أسهما بإشاعة آراء جديدة التوحد بين أصحاب المذاهب المختلفة وبخاصة الذين يسكنون في الإقليم نفسه ويتحدثون اللغة نفسها. والدعوة إلى الالتفاف حول عزة العروبة والتي تحولت إلى ثورة عربية كبرى.
الشخصية الأولى: نصيف اليازجي الذي ولد في لبنان عام 1800م وتعلّم في المدارس الموجودة في عصره، ولكن التعليم لم يقض على رغبته في زيادة القراءة والاطلاع والإنتاج، فدرس عند القساوسة ثم بدأ في الاطلاع على المخطوطات المحفوظة في الأديرة وامتاز بقدرة فائقة على الحفظ ونسخ كثير من المخطوطات واحتفظ بها في منزله ثم تعمق في دراسة الأدب العربي واستفاد من كنز التراث العربي القديم، كما أن منزله أصبح نادياً أدبياً عربياً وظهر أنّ المسيحيين لا يقلّون عن المسلمين اعتزازاً بلغتهم والعمل على إحيائها، وعمل على تربية أبنائه وبناته على هذه الآراء لعل أن يكون من بينهم من يعمل على لواء الاعتزاز القومي العربي.
أما الشخصية الثانية فهي: بطرس البستاني الذي ولد في لبنان عام 1819م وسمحت ظروفه على تعلّم لغات غير العربية على عكس اليازجي، درس لدى المبشرين ثم عمل في التدريس، فبدأ بترجمة الإنجيل إلى اللغة العربية ونظراً لقدرته على هضم كل ما يقرأ وقدرته على إعادة إنتاج ذلك أتمّ قاموس محيط المحيط ثم عمل له مختصراً باسم قطر المحيط لسهولة التداول، ثم عمل على إنتاج دائرة المعارف وأتم ستة مجلدات قبل وفاته وأنشأ جريدة عربية أسبوعية في بيروت اسمها نفير كانت تنادي بالتآخي بين أصحاب المذاهب وهاجم التعصّب بين أبناء الإقليم الواحد، وأنشأ المدرسة الوطنية التي كانت تقبل بدخولها لكل الأقاليم السورية مهما اختلفت مذاهبهم، ثم أصدر جريدة الجنان وجعل لسان حالها "الوطنية من الايمان".