البريد السري في حياة اللورد ملتشت
أمل محي الدين الكردي
24-12-2020 08:35 AM
الحجر الصهيوني الاول
إن الحق لا بد أن يتغلب وأن صرح الكذب لا بد أن ينهار هذا حجر من احجار الصهيونية الذي اهتز العالم الصهيوني هزاً عنيفاً في حينه لحظة وفاته في مثل هذه الايام وخاصة انه توفي بعد عام بعد الحجر الاخر اللورد بلفور إن هذا الرجل قد استسهل كل صعب بما لديه من قناطير مقنطرة من الذهب والفضة وبما لديه من نفوذ وكان مجرداً عن روح العدل كباقي زملائه من معتنقي الصهيونية.
ان محاولة تجريد شعب من ارضه وآجداده وسلبه وطنه كانت احدى الاعمال البسيطة التي يجري لتحقيقها اللورد ملتشت وزملائه معتنقوا هذا المبدأ المخرب .ان هذه الجثة التي بكى عليها الصهيونيون ولطموا الخدود يوم وفاته كانت بالأمس هيكلاً يحمل نفساً غايته هدم العرب وهو الذي ضغط على الحكومة البريطانية وارغمها على اصدار وعد بلفور المشهور الذي عقد الصهيونين عليه الآمال وهو الذي وقف مخاطباً في مجلس اللوردات وقال بصوت جهورلم تخفف الشيخوخة من حدته :انه لا يمكننا ان نشتري اراضي تسلمها الحكومة البريطانية في اخر الامر للعرب.
ومن ذكرياته التي تباهى بها رسائله السرية وهذه احدى رسائله التي بعثها الى وولي كوهين وتعتبر من البريد السري وهذا نصها:
من اللورد ملتشت (السير الفرد موند سابقاً)
الى السر وولي كوهين ( احد مدراء شركة بترول العراق)
أخي العزيز في اسرائيل
قرأت في الصحف، وبلغني من مصادرنا السرية في دونتغ ستريا ، انك كنت تنوي زيارة العراق من أجل التوسط لدى جلالة ملكها وحكومتها في ما تلقاه الصهيونية هناك منع ومصادرة حتى يكون رسلنا هناك احراراً في بث الدعوة بين أخواننا اليهود العراقيين لبناء مملكة اسرائيل على انقاض العرب والعربية في فلسطين . مثلما قرأت وبلغني أن ، ابن فيصل وحكومة علي جودت الأيوبي قد رفضا التصريح لك بهذه الزيارة فعدت من فلسطين رأساً الى لندن دون أن تعرج ببلاد الرافدين ودون أن تتمكن من تأدية الخدمة التي كنت معتزمها لاسرائيل.
وقد قال لي صديقنا الكولونيل ودجوود انك ساخط غاضب لهذا الذي لقيت، وانك قد تحدتث اليه في اثارتها حملة عشواء على حكومة العراق في البرلمان البريطاني ، وقد سألني ودجوود في هل يفعل ما أشرت عليه به او يتريث حتى يتلقى اشارة بهذا من الدوائر الصهيونية العليا ؟
وقد أشرت عليه انا بأن يتريث وقلت له بأنني سأكتب اليك في الموضوع لأقنعك بانك يجب أن تشكر حكومة العراق على منعها اياك من دخول بلادها بدل أن تثور عليها وتسعى لان تتيسر لك زيارة في فرصة أخرى.
تعرف ايها الأخ العزيز انني لست اقل منك غيرة على اسرائيل وعملا في سبيل تأسيس مملكته في "أرضه" التي يطلق عليه "الجوي" هذه الايام اسم "فلسطين" ظلماً وعدواناً ،ولستأظنني في حاجة لان اعدد لك اعمالي وخدماتي التي أخشى أن يقع هذا الكتاب في يد اجنبي عن اسرائيل فيعرفها ويحذر الجوييم منها. وقد سبق لي ان زرت العراق بعد ان زيارة لي الى فلسطين كذلك من اجل العمل في سبيل المملكة فاستقبلني اهل العراق يومئذ استقبالاً لا اراه الله لاحد من اسرائيل وكلما ذكرته حتى الآن ترتجف ساقاي ويضطرب قلبي ويصيبني شبه دوار لا تنقذني منه الا منبهات اللأدي ملتشت حفظها الله ورحم اللأدي كوهين التي لم تتيسر لها السكنى في " ارض اسرائيل" حية فسكنتها ميته لتكون يوم البعث قريبة من ابواب الملكوت.
انهم قد استقبلوني يا عزيزي بالحجارة والبيض والبندورة وما الى ذلك من المواد التي اعتاضوا عنها بالزهور ، مثلما اخذوا يهتفون ضدي ويتزاحمون للوصول الي لتمزيقي وهم ينادون بسقوط الصهيونية ووعد بلفور وببقاء فلسطين عربية لأصحابها العرب.
ولولا ان احاط بي شرطة العراق وحالوا دون الشعب الهائج ودوني "هربوني" من العراق كما هرب شرطة دمشق الطيب الذكر صديقنا بلفور المرحوم من عاصمة الامويين لما كنت تجدني الان اكتب اليك ولحرم اسرائيل من خدماتي الى الابد.
فلو كانت حكومة العراق قد سمحت لك يا عزيزي بزيارة عاصمتها خصوصاً وانك لم تكتم السبب في غرضك من هذه الزيارة للقيت من اهل العراق اشد مما لقيته انا ولعدت الينا نصف وولي كوهين ان لم تعد الينا بالمرة.
لقد كانت فلسطين في ساعات عصيبة في ذلك العهد وجو مكفهراً قاتماً والامة واجفة واجمة امام الضحايا السجون والاعناق تنوه تحت اغلال الحديد والعالم اجمع ساخط على فلسطين الشهيدة ولا زلنا الى اليوم نجمع ملايين الرسائل السرية شيء نعرفه وشيء لا نعرفه وتبقى الكلمات باكية بحق من ضحوا في سبيل اوطانهم، وبعضهم كانوا وراء الستائر يتصدرون المجالس أمة اذا تهادى الشرف فهي رمزه وان تجلت الشجاعة فهي شعاره.