"شببّ" يا صديقي على "شبابتك" وإعزف لنا أجمل الألحان ، ذكّرنا بجمال بلادنا وأن هذه السهول والهضاب كلها خير ، وأن ماعزك وخرافك سارحة تتبعكَ مستسلمة لكَ وللموسيقى التي تعزفها من ثقوب قلبك.
" يا أبو الشبّابة شببّ ع سنّك خلّي الصبايا تتعلّم منّك".
"شببّ" أيّها الراعي الطيبّ، يا من تشبه طينة بلادنا ، "شببّ" فقد نسينا صوتك ونسيناك ونستك الحكومات التي هبطت في عمان ولا تعرف مقدار جمالك وراحتك ، ولو عرفتْ هذه الحرية لفرضت عليك ضريبة ورسوما ، أنت وحدك من يملك هذه المروج والموارس ، لا ينازعك ملكك إلا هذا " المرياع " ودندنة الجرس وثغاء الماعز وشمس الصباح .. ولا تخشى إلا الله فهو الرازق الكريم كلمّا ضاقت وأمحلت جاء كرم الله وهطل مطره " رهاما راهشا عذبا ".
من تلك المروج في " الكورة" ومن سهولها طافت بها خيول كليب الشريدة، وصدح صوته وأفرد عباءته حاكما لها بكلمة عدل ونصل سيف لا يشهرهُ إلا لحقّ وردّ مظلمة.
الرعيّان في بلادنا قصة من جمال ونقاء، وقصيدة منسوجة بالطيب مثل قهوة الأمهات ، ما زالت تنتج قمحا وبركة منذ أن مرّت كفوفهنّ على " تلوم" الحواكير ، وتركن صبايا البيت الكحل على " المرود " عند طابون الفجر ، ومنذ أن أقسم الآباء وهم عائدون من معسكراتهم أن هذه البلاد محميّة وستبقى محميّة .