نحو إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمعات
د. عبدالله حسين العزام
23-12-2020 02:23 PM
يشير مصطلح "الفضيلة" تقليدياً للإشارة إلى سمات الشخصية الحميدة من الناحية الأخلاقية مثل الإحسان ، والصدق ، والحكمة ، والشرف، والطموح، والاستقامة، و التواضع.
وعلى الرغم من أن علماء الأخلاق، في الماضي والحاضر، لا يقدمون عادة قائمة محددة بالفضائل، إلا أن عدد الفضائل التي تمت الإشارة إليها وأهميتها الأخلاقية واضحة.
في عالم اليوم يشعر مواطنون كثر في مجتمعاتهم بالإهانة والذل و عدم وجود مستوى معيشي جيد بسبب فقدان الأبعاد الروحية و السلوكية حتى بات مطلب الأغلبية المناداة بإعادة منظومة القيم و الفضائل التي تنطلق من صون كرامة الإنسان واحترام الفرد ومساواته مع الآخر بشكل يعطي للإنسان قيمة داخل النظام السياسي الذي يعيش فيه.
الرأسمالية المتوحشة اليوم أوصلت الإنسان إلى الحضيض وصولا إلى فقدان كرامته بعدما استفادت منها جماعات معينة دون بقية أفراد المجتمعات، وسط غياب العدالة التوزيعية للموارد و الأعباء و بعدما أصبح النفاق ومحاباة الظلم ومسايرة الأخطاء هي الطرق الموصلة إلى المال والجاه والشهرة والمناصب العليا، اما الاستقامة والصدق والاعتراض على الاخطاء، فلا تقود إلا إلى شغف العيش والفقر والعزل والابعاد!، في عالم اليوم نجد للنفعية الباع الأطول في التعامل ولمنطق المصالح الشخصية الكعب الأعلى في التطبيق و غالبية حكومات عالم اليوم حتى في الدول الأكثر ديموقراطية تنظر لمواطنيها على أنهم رعايا غير قادرين على اتخاذ قرار و ما عليهم إلا الخضوع و الإنصياع، وفي ظله يشعر الفرد انه لا يستطيع ان يحصل على كرامته وقوته ومقومات حياته، إلا إذا تجاوز القانون وكال المديح لمن لا يستحقه.
العالم اليوم لا بد أن يتجه نحو إعادة بناء منظومة الفضيلة وإعادة النظر بمفهوم المواطنة القانوني والاندماج وإشعار الفرد بالكرامة و القيمة والذاتية سيما و أن الفضيلة هي المعتصم الوحيد الذي يجب ان نعتصم به جميعاً، لكي تقينا من عاديات الزمن و كمَوْئِل لمستقبلنا و مستقبل أجيالنا ومن كوارث عالمية لا تحدها حدود!!.