إذا تجاوزنا مايحدث في بلاد العرب فيما يتعلق بموقع المستشار فإن البنى السياسية الناجحة في العالم سواءا كانت حكومات أو شركات أو أحزاب أو إدارة دول أو حتى فرق كرة القدم تجعل في تركيبتها مكانا لموقع المستشار الذي يكون صاحب خبرة وتجربة وأحيانا لدية فكر في مجاله، فالمستشار ليس شخصا يبحث عن عمل وليس له موقع فيتم منحه وظيفة وراتبا وليس مطلوب منه حتى الدعاء للجهة التي يعمل بها.
المستشار أو الفريق الذي يكون حول المسؤل الأول في أي بناء سياسي أو غير سياسي هم العقل الذي يفكر، وهم اللقاح الذي يمنع الإصابة اي الخطأ أو الخطايا، والمستشار هو الذي يضع لمسة الرشد على القرار قبل صدوره أو يجد حلولا بأقل الخسائر للمشكلات.
حتى الأنبياء عليهم السلام كان حولهم رجال للمشورة في غير ما أنزل الوحي من نصوص سماوية.
المستشار أو الفريق الخبير هو الذي يساهم في صناعة الإنجازات الكبرى، لأن هناك حكومات سقطت صورتها وتمت استباحتها شعبيا عندما أخطأت ولم تتقن فن تصحيح الخطأ، وهناك حكومات فقدت حقها في الحياة عندما ذهبت في مسارات أو اتخذت قرارات لم تدخل في مسار الترشيد ولم تجد من يمنعها و أخطائها واضحة.
المستشار ليس بالضرورة أن يكون تنفيذيا لكنه صاحب خبرة وراي وجراءة يحتاجها المسؤل الأول حتى لايقع في الخطأ أو ليكون قادرا على تصحيح اي خطأ.
من القصص المتداولة أن رجلا كان يركب باص نقل وكان يعمل مستشارا شكليا، والى جانبه امرأة معها دجاجة وديكان، وكان يتعامل مع المرأة بفوقية باعتباره مسؤولا و يخبرها انه مستشار، وعندما سأل المرأة لماذا تحملين دجاجة واحدة وديكان، الا يكفي ديك واحد فنظرت إليه وقالت إن الديك الثاني مستشار.
ليس مهما أن يحمل الشخص اسم مستشار بل نتحدث بشكل أوسع عن الفريق المحيط باي مسؤل وجدواه إذا كان لايمنع الأخطاء ولا يستطيع إصلاح ما يقع منها.