عمون - إن الفكرة التي تقول بأن البدر يمكن أن يثير المشاعر ويثير السلوك الغريب، بل ويسبب المرض الجسدي ليس مجرد مجاز أدبي، إنه اعتقاد راسخ حتى اليوم.

وفي الواقع، تقول إحدى الدراسات أن ما يقارب من 81 في المائة من إخصائيي الصحة العقلية يعتقدون أن البدر يمكن أن يصيب الناس بالمرض، وعلى الرغم من قوة هذا الاعتقاد القديم إلّا أن هناك القليل من العلم لدعم النظرية القائلة بأن اكتمال القمر يسبب ارتفاعًا سريعًا في زيارات غرفة الطوارئ، لذا من خلال هذا المقال، تعرفي على ما وجده الباحثين حول تأثيرات القمر على جسم وسلوك الإنسان.

تأثير البدر
منذ عام 400 قبل الميلاد، اعتقد الأطباء والفلاسفة أن التغييرات السلوكية تحدث لوجود فكرة أن التغيرات في الحالة العقلية مرتبطة بالدورات القمرية، ولكن في الواقع إن احتمال تأثر البشر بدورات القمر لا أساس له من الصحة تمامًا.

ولكن عند الحديث عن اكتمال القمر والنوم، فعندما يكون القمر كاملًا ومشرقًا فقد يؤثر ذلك على جودة نومك، وفي تحليل تم إجراؤه في عام 2014 على 319 شخصًا، وجد الباحثون أن اكتمال القمر كان مرتبطًا بنوم أقل عمقًا.



وقد يؤثر البدر على الرجال والنساء بشكل مختلف، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2015 على 205 شخص أن البدر قد يؤثر على النوم بشكل مختلف عند الذكور والإناث.


اكتمال القمر ونظام القلب والأوعية الدموية
مع اقتراب القمر من الأرض، تتغير جاذبيته وتستجيب المسطحات المائية الكبيرة للأرض مع ارتفاع المد، وهنا تساءل العلماء عما إذا كان سحب الجاذبية المتغير قد يؤثر أيضًا على كيفية تفاعل السوائل داخل جسمك، ووجدوا أن ذلك قد يؤثر على ضغط الدم.

اكتمال القمر والصحة العقلية
أن الأدلة العملية السائدة تقول أنه لا يوجد هناك أي دليل على ارتباط البدر بالتغيرات التي تحدث في الصحة العقلية، حيث قام باحثون في دراسة أجريت عام 2017 بتحليل سجلات غرفة الطوارئ في مستشفى بسعة 140 سريرًا، ووجدوا أن الأشخاص زاروا غرفة الطوارئ بسبب حالة نفسية بأعداد متساوية تقريبًا خلال جميع مراحل القمر الأربعة.

اكتمال القمر وعلاقته بالعنف أو المشاكل النفسية الأخرى
لعقود وربما حتى قرون، أصر الناس على الاعتقاد بأن هناك المزيد من الاعتداءات والصدمات وحالات الانتحار خلال فترات اكتمال القمر، وعليه عالج العديد من الباحثين هذه الأسئلة والاعتقادات وأجروا دراساتهم الخاصة وتوصلوا إلى أن اكتمال القمر لا يتسبب في زيادة هذه السلوكيات البشرية.

وفي النهاية ونظرًا لأنه من المعروف أن دورات القمر تؤثر على الظواهر الطبيعية مثل المد والجزر، فقد طورت بعض الثقافات اعتقادًا مستمرًا بأن المراحل القمرية تؤثر أيضًا على مشاعر الإنسان وسلوكياته، ولا زال العلماء يواصلون دراسة كيفية تأثير القمر على مختلف النظم الفيسيولوجية والنفسية.
(حلوة)