بدأت التقارير الرقابية لمكافحة الفساد ومحاربة التطاول على المال العام تؤتي أكلها، بالرغم عن الحديث المتزايد عن الفساد، وذلك عبر مأسسة ثقافة جديدة ترسخت في الأعوام الأخيرة تعزز من الرقابة الشعبية وأدوار الأجهزة الرقابية.

فنحن أمام تقريران سنويان، يرصدان الجوانب السلبية كافة للإدارة العامة، وما يرافقها من تطاول على المال العام أو فسادٍ أو شبهاته، وهما تقرير ديوان المحاسبة تقرير هئية النزاهة ومكافحة الفساد.

ويدرك القائمون على الإدارة العامة بأن هذه التقارير ترصد مخالفات ومعالجاتها، وبأنها ضرورة لترسي ثقافة الانتماء والحفاظ على المال أمام ثقافة أخرى أخذت حظاً أكبر من الرواج بين الناس وهي الحديث عن الفساد وقصصه .

غير أن المخرجات الرقابية للتقريرين، تظهر بأن هنالك عملاً دؤوباً في القضاء على هذه الظواهر وتتبع مقترفيها، والحديث اليوم ليس عن الحكومات بقدر ما هو حديث عن المؤسسات، وأدوارهما.

فمخرجات تقرير ديوان المحاسبة تسير في تشريعات ناظمة لا مناص من وصولها إلى المحاسبة، فيما يظهر تقرير هيئة النزاهة نجاحها باسترداد 151 مليون دينار.

هذه الوتيرة من العمل، المدفوعة بإرادة ملكية أخذت على عاتقها تنظيم عمل الأذرع الرقابية والتوجيه لوضع أطر التأسيس لثقافة منتمية تمقت الفساد بأشكاله كافة.

ويدرك المتابعون للمشهد العام، بأن الانطباعات أخذت جانباً في الحديث كبير، إلا أننا يجب أن نقف أمام ثقافة باتت تحرم التطاول على المال العام أو ممارسة فسادٍ إداريٍ يفضي إلى أكل حقوق الناس.

وهذه التعابير وتحولها إلى ثقافة وممارسة في سلوك الأردني مهد لها جلالة الملك منذ سنوات وفي كل مناسبة، وشهدنا العديد من القضايا والمفاصل التي عززت الثقة بالقضاء على هذه الظاهرة.

وفي خطاب العرش السامي الأخير بافتتاح أعمال مجلس الأمة، جاءت توجيهات ملكية بمتابعة الأدوار الرقابية، والبناء على ما تغير من قوانين مكنت الجهات الرقابية من ممارسة عملها برشاقة...

وهذه التوجيهات الملكية وما رافقها من تغير في التشريعات أسست اليوم لثقافة تمقت ليس الفساد وحسب بل والواسطة والمحسوبية، فمن مجلس النواب ومن بيده سلطة الرقابة والتشريع أعاد جلالة الملك التأكيد على مواصلة السير ببناء ثقافة الشفافية والانتماء للوطن ومؤسساته وصون مال أهله.

كما نذكر تأكيدات جلالة الملك بكسر ظهر الفساد، ما أدى إلى متغيرات أفضت اليوم إلى الوصول إلى حالة متقدمة عما سبقها في تعزيز أدوار المؤسسات الرقابية والتأسيس لثقافة منتمية تمقت الفساد بأشكاله..في مكافحة الفساد ومخرجات التقارير الرقابية والتأسيس لثقافة منتمية تمقت الفساد بأشكاله..