مع كل يوم تجدد الثقة وتتأكد صحة نظرة الأردنيين إلى مؤسستهم العسكرية مصنع الرجولة، ومدرسة القيادة والريادة التي لا يلج عتبتها إلا من تشرب حب الأردن بجبالها وسهولها، باديتها ومخيماتها، قراها، من يحمل روحه على راحتيه لينثره متى نادى الوطن مهما علت الرتب أو نزلت والشواهد على ذلك تضيق بها هذه السطور.

في العسكرية تنفذ الخطة كما ترسم، لا مجال للخطأ أو التأجيل الذي نادرا ما يحدث، عكس ما يحدث في واقع الحياة المدنية حيث التأجيل و التسويف وغياب التنسيق واختلاق الأعذار وفي النهاية فجوة لا تردمها كل المحسنات البديعة في لغة الضاد الجميلة.

أسوق كل ما كُتِبَ أعلاه لأقول أن ما تم إنجازه في مديرية الأمن العام في غضون عام أمر يعزز ثقة الأردنيين و يؤكد أن محبتهم للمؤسسة العسكرية مبعثها العمل المتقن المتميز لهذه المؤسسة، عام وبالارقام المثبتة تتبنى هذه المؤسسة الخطة الملكية الداعية إلى دمج مديرية الدرك والدفاع المدني في جهاز الأمن العام ووضع برنامج الهيكلة المعدّ لذلك موضع التنفيذ الفوري المستند إلى مراعاة حاجات الوطن والمواطن ومتطلبات المرحلة.

أوكل جلالة الملك هذه المهمة إلى اللواء حسين الحواتمة ابن الجيش العربي وأحد فرسانه، ووفقا للخطة التي سار عليها اللواء الحواتمة جاءت النتائج ملفتة حيث تقدّم جهاز الأمن العام في تعزيز المنظومة الأمنية في ارجاء المملكة وتنامت مهارات أفراد الجهاز و تطورت خبراتهم ودليل ذلك ما تم اكتشافه من جرائم كانت ملفاتها مغلقة منذ زمن، وضبط الكلف الزائدة والتي تم الاستفادة منها في دعم المجتمع المحلي والحكومة بقيمة راسمالية بلغت 52 مليون دينار إلى جانب تحقيق وفر مالي بقيمة 180 مليون دينار، هذه النتائج تؤكد أن القيادة هي من تُحدث الفرق مهما بلغت صعوبة الظروف، هنا يكمن التميز وحسن الإدارة وصدق الإنتماء.

ما تحقق في جهاز الأمن العام يؤكد أن الإدارة الحصيفة هي القادرة على تطويع البيئة وتسخيرها لخدمة الأهداف المنشودة، عام والأداء الشرطي في ارتقاء وتقدم حيث القبض على أصحاب السوابق وتقديمهم للعدالة، عام والخدمة المقدمة إلى المواطن في تطور ملفت، عام أنتج مصفوفة في الإدارة وحسن استغلال الموارد، عام يتقدم فيه جهاز الأمن العام في الوقت الذي تبحث فيه بعض المؤسسات عن أعذار تخفي فيه قصورها، عام من الإنجاز المسطر بتميز إدارة الجهاز ممثلة باللواء حسين باشا الحواتمة الذي امتثل للرسائل الملكية ووضفها لتكون خارطة طريق يسير عليها بدقة متناهية فجاءت النتائج المبشّرة، عام من الإنجاز تحققت فيه رؤى القائد أبا الحسين على يد اللواء حسين الحواتمة دامت السواعد المعطاءة ودام الأردن حصنا منيعا في وجه العاديات في ظل قيادته الهاشمية الحكيمة.