مفهوم التنمية المستدامة جميل الشكل وله بريق يبعث على التفاؤل والأمل واستشراف المستقبل بإيجابية ربما هي عاطفية اكثر مما هي عقلانية حينما تنظر الى عالم معقد مليء بالتناقضات وتنازع المصالح الخاصة للدول وهيمنة القوى الكبرى على العالم.
إذ ان التنمية المستدامة في مفهومها الأساسي تعني تلبية احتياجات الجيل الحاضر الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في إطار متوازن يحافظ على حق الاجيال القادمة في تلبية احتياجاتهم.
وقد وضعت الأمم المتحدة سبعة عشر بندا اعتمدتها مبادىء اساسية لتحقيق التنمية المستدامة ولعل أبرزها أهمية هي هي القضاء على الفقر والجوع وحماية البيئة ورفع كفاءة استخدام المياه وتوفير الرعاية الصحية وتامين السكن والخدمات وخلق فرص العمل وتامين التجارة الدولية والتعاون الثقافي وتحقيق التعليم المستمر..... الخ.
وعقدت الأمم المتحدة مؤتمرات عدة لتحقيق هذه الاستراتيجية بحلول عام ٢٠٣٠ والناظر إلى حال العالم اليوم يدرك تماما ان تحقيق التنمية المستدامة وفقا للمعايير التي وضعتها الأمم المتحده يواجه معيقات كثيرة تعقد المهمة ويصبح فيها تحقيق الأهداف بشكل كامل هو ضرب من الخيال.
ان تحقيق التنمية المستدامة مرتبط اساسا بالتعاون الدولي وتنسيق الجهود الرامية لتحقيق ذلك في إطار تشاركي تكافلي بعيدا عن الأثرة الذاتية واستغلال الأطراف الأخرى.
ان من أساسيات ومقومات الوصول إلى التنمية المستدامة هو تحقيق الأمن والسلم الدوليين ووضع حد لجميع أشكال الصراع والطغيان وخلق النزاعات المسلحة في الدول الناميه.
ولعله من الأهمية بمكان حينما نتحدث عن التنمية المستدامة هو التنازل عن بعض المكتسبات المالية المؤدية إلى تلويث البيئة وتوليد الاحتباس الحراري وآثاره السلبية على المناخ ودرجات الحرارة والبيئة بشكل عام.
ومن الجدير ذكره هنا ضرورة توقف الدول القويه عن اعتداءاتها على موارد الدول النامية واستغلالها بابشع الصور وتقديم المساعدات المالية والعلمية لهذه الدول لتكون مشاركة في عملية التنميه.
واخيرا فإن توفر الارادة الحقيقية لدى الدول القوية المسيطرة على العالم هو مفتاح الوصول لتحقيق أهداف التنمية المستدامه.