دون مقدمات اعلنت دول كبرى منها بريطانيا عن سلالة جديدة من فيروس كوفيد 19 مما رفع اعداد الاصابات في دول اروبية، ودفع لندن لحظر الرحلات الجوية، تفاديا لتفشي السلالة الجديدة من كورونا، وتفاعلت دول كثيرة في اوروبا والعالم خصوصا المنطقة العربية لاغلاق اجوائها امام حركة الطيران القادمة من المملكة المتحدة بهدف عدم انتشار الفيروس الذي ارهق العالم واطاح بالاقتصاد خلال العام 2020، ويبدو ان نهاية مارثون الفيروس لم تكتمل بعد.

علماء الهندسة الوراثية والاطباء المختصون طرحوا نقطتين غاية في الاهمية توصيفا للسلالة الجديدة من الفيروس ..الاولى ان الفيروسات تتحول بشكل مستمر بدءا من امراض الرشح والانفلونزا العادية الى كوفيد 19، لذلك يتم سنويا متابعة تلك التحولات وتقديم علاج مناسب لتخفيف أضراره على البشرية..والثاني ان السلالة الجديدة للفيروس ليست اكثر فتكا بالناس وربما يكون اكثر من حيث الانتشار، وتبقى معايير تقليل انتشاره هي نفسها، التباعد، التعقيم، وارتداء الكمامات بشكل عام.

اللافت ان احتدام حروب تسويق اللقاحات من ( فايزر، سبوتنيك V، الى مودرنا ) تحتدم، احدثها اعلان رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف أن لقاح «سبوتنيك V» الروسي، فعال ضد سلالة كورونا الجديدة التي ظهرت في عدة دول أوروبية، وكشف عن ذلك مسؤول روسي خلال حفل التوقيع على مذكرة تفاهم بين مركز «غاماليا» الروسي للبحوث وشركة «أسترازينيكا» للأدوية البيولوجية وصندوق الاستثمار المباشر الروسي وشركة «أر فارما».

وحسب تعامل العالم مع اللقاحات الاخرى سابقا تطلب عدة سنوات، الا ان سباق دول العالم للوصول الى لقاح آمن كشف المنافسة للسيطرة على اسواق اللقاح خلافا للأدوية واللقاحات الامر الذي يشير الى ان ما وراء اللقاحات اهم بكثير من اللقاحات نفسها واهميتها لحماية البشرية والمساهمة في اعادتها الى حياتها الطبيعية.

الخسائر الاقتصادية الهائلة التي منيت بها دول العالم بلغت ذروتها خلال العام 2020 حيث استنزفت الامكانيات والموارد المتاحة شرقا وغربا وصولا الى الاقتراض على حساب المستقبل والاجيال القادمة، لذلك ان العودة الى الاغلاقات وتقييد نشاطات القطاعات الاقتصادية والحركة التجارية يلحق اضرارا بالغة بالاقتصادات والبشرية ومن المتوقع ان تكون اجراءات الاغلاقات محدودة جغرافيا وزمانيا.

محليا علينا مواصلة حياتنا بشكل طبيعي والتعامل بحذر لتخفيف الاصابات والوفيات مع اخذ الاحتياط اللازم حتى نخرج من هذه الازمة التي سيطرت علينا وعلى دول العالم وكانت قاسية.. يقينا ان ما مر خلال العام الحالي اصعب من القادم.

الدستور