في الأَمْس خَيّمَ الظّلامُ على كُلّ شَيء
كانَت الشّمسُ تَطلَعُ و تَأفُلُ وأنا ناسِيَها
وأَحيانًا ناسِيًا ربّها فنَسِيَنِي
حتّى شَبّهْتُ الأشخاصَ بالشُّموس لِأَلقاها
بِسَذاجَةِ عَقلِيَ و قَلبِيَ البَشَرِيّ
فماذا جَنَيْتُ مِن اصطِناعِ الشُّمُوس؟
غَيْرَ شَمسٍ إِنْ حَضَرَت أَحْرَقَت و إِن غابَت أَحْرَقَت
جَعَلَت البُكاءَ واجِبًا و كأنّك واضِعٌ عَيْناك فيها في مُنتَصَف الظّهيرَة
فحَقّقَت بذلك العَمَى
فحَقّ لها أَنْ تَأفُلَ طويلاً للتّشافِي
و بَعدَ بُرهَةٍ طَلَعَت مِنْ مَغرِبِها لِتَبانَ على واقِع غَدرِها
كالثِّقة العَمياء التي بَرهَنَت لَكَ أنَّك الأَعْمَى..
و القَلبُ ما عادَ كسابِقِ عَهْدِه
لَن أَقُول مُنكسراً أو مَجروح
بَل تعدّى ذلك ليَعود إلى مَنطِقِه الأوّل
وكَأَنَّ العقلَ رَمَّمَهُ تَحتَ مَنظومة العَيش ولا غَيْر
فَلا ينبِض لغَير ذلك ..
والعين عادَت بصِيرة
ولا مِنْ شَمسٍ دونَ ربّها
ولا مِنْ شَمسٍ مُصْطَنَعة بعد اليوم