الى المشككين: هذه هي شيم الاردنيين
د. محمد حسين بريك
21-12-2020 01:39 PM
بينما كنت انتظر الدور على الصندوق في احدى المراكز التجارية حصل ما دفعني الى وضع يدي على قلبي، كنت الثالث في الدور، في الموقع الاول كانت شابة في مقتبل العمر وفي الثاني رجل على الارجح انه من متقاعدي القطاع العام و من خلفي اناس اخرين.
بعد ان اخبر موظف الصندوق الشابة عن قيمة مشترياتها افادها بان هنالك حملة لجمع التبرعات لصالح مركز الحسين للسرطان، وهذا ما دفعني للخوف من ان يُخذل الاردن العظيم كما خذله الكثيرون.
تمنيت من الله ان ان يستجيب من هم امامي لحملة دعم مركز الحسين للسرطان، استجابت الشابة لطلب الموظف بان تبرعت بثلاثة دنانير، ودون قصد دعوت الله ان يجنبها كل مكروه.
ثم جاء دور الرجل على الصندوق، ولمحة سريعة على مشترياته تكتشف انه من ذوي الدخل المحدود وأنه يختار حاجاته بعناية شديدة ومع ذلك تبرع بمبلغ لصالح الحملة، ثم جاء دوري وتبرعت بما تيسر. غادرت المركز التجاري وأنا في قمة السعادة لان في هذا الوطن اناس يؤمنون بوطنهم ويستجيبون له كلما دعت الحاجة.
الخوف من ان يُخذل الاردن ليس من فراغ، فها هو صندوق همة وطن والذي يقبل التبرعات التي تزيد على مئة الف دينار لم تصل حجم التبرعات فيه مئة مليون دينار.
المتبرعون المفترضون لهذا الصندوق هم الشركات الكبيرة والبنوك وكبار الاغنياء، والاستجابة كانت متواضعة جدا وخصوصا من الاغنياء.
اقول لهؤلاء الاغنياء والذين قدم لهم الاردن كل شيء وبخلوا عليه بكل شيء ان الاردن سينتصر ما دام فيه مثل هؤلاء الذين استجابوا ولو بالقليل لحملة دعم مركز الحسين للسرطان.
يعتقد كثير من المقتدرين والذين يعزفون عن اداء دورهم المجتمعي ان مصير تبرعاتهم سيشوبها الفساد، مركز الحسين للسرطان يقدم العناية الطبية لكثير من الاردنيين غير المؤمنين وبالمجان ودليلي على ذلك ما نسمعه من الناس ومن واقع اطلاعي على حالة اثنين من جيراني في السكن يتعالجون في المركز وبالمجان.