اليوم العالمي للغة العربية
عبداللطيف الرشدان
21-12-2020 01:33 PM
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثامن عشر من شهر كانون ثان من كل عام يوما للاحتفال باللغة العربية بعد أن اقرت استخدامها كلغة رسمية سادسة في الأمم المتحدة بتاريخ ١٨/١٢/١٩٧٣.
تتميز اللغة العربية بالفصاحة والرصانة والشدة والرخاوة وسلامة التركيب والترادف والتضاد وتتميز بصوتها وقدرتها على التعريب والاشتقاق واخذ صيغة من صيغة وفرع من أصل وتتميز بامكانية نقل المفاهيم وحمل الافكار والاعراب.
ودفع الغموض والتعبير عن الذات وفهم المراد.
ان مما يميز اللغة العربية سعتها إذ انها زاخرة بتعدد المفردات والمترادفات والتمييز بين المذكر والمؤنث وتحتوي على الضمائر الخاصة بكل من المذكر والمؤنث ولديها القدرة على استيعاب اللغات الأخرى. وتسمى اللغة العربية بلغة الضاد لانعدام هذا الحرف من اللغات الأخرى.
اللغة العربية لغة قوية ومؤثرة ومعبرة تأسر القلوب وتخلب الالباب وتحرك العقول وتثير العواطف والشجن والسعادة والنشوة وتحرك الوجدان وتثير الكسلان. وهي اية فى الجمال والكمال وحسن الكلام وروعة البيان لحيازتها على الألفاظ الجزلة والسلسة وزخورها بالمجاز والكنايات والتشبيهات والاستعارات وألوان البديع كالجناس والطباق.
اللغة العربية لغة الثقافة والعلوم والمعارف وتسع كل المصطلحات العلمية ووسعت كتاب الله العزيز الفاظا وغايات فكانت لغة الهداية والتبشير وقد حفظ القرآن الكريم هذه اللغة على مر السنين من الاندثار والانقلاب.
ولا يمكن فهم القرآن بجلال معانيه وعمق تعبيره الا بفهم اللغة وابعادها ومراميها ولا يمكن تأدية الصلاة الا بلفظ القرآن واياته فأصبح تعلمها واجبا على كل مسلم سواء كان عربيا ام اعجميا.
واليوم من المحزن ان نرى أبناء العربية قد هجروها ونأوا بها جانبا وتغنوا باللغات الأجنبية وتعلموها وعدوا ذلك تفوقا وميزة
وحثوا أطفالهم على تعلم اللغات الأجنبية دون أدنى اهتمام بالعربية والحق ان لغتنا أولى بالاهتمام والاتقان ولا ينتقص ذلك من تعلم اللغات الأخرى لضرورتها.
ان ما يعانيه أبناء العربية من عوز وضعف في لغتهم مرده عدم الاهتمام باللغة الام والبحث عن الذات في اللغة العامية وتقصير المؤسسات التعليمية من المدارس والجامعات والمعاهد وغيرها من المؤسسات مثل الإعلام والمؤسسات المالية التي لا تلقي بالا إلى العربية.
اننا بحاجة إلى حمل رايات البناء من جديد واعادة بعث اللغة العربية وتدريسها باساليب سهلة وميسرة وتحبيبها إلى دارسيها بتبيان مزاياها واهميتها وبعد مراميها ونحتاج إلى دور اكبر من مجامع اللغة العربية في تعريب المصطلحات المستجدة في العلوم والتكنولوجيا وتدريس العلوم الطبية والهندسية والفيزيائية والكيمائية باللغة العربية.
ان الاهتمام بالعربية يعني الحفاط على الهوية والتاريخ والحضارة والتراث وصيانة شخصية الامة وقوتها ومنعتها.