رسالة ملكية قوية وواضحة يرسلها جلالة الملك عبدالله الثاني، بحضور ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، من خلال افتتاحه أكاديمية (جاكور لاند روفر) للتلمذة المهنية في عمان، حيث جاء حضور جلالته وسمو ولي العهد لافتتاح هذه الأكاديمية المتقدمة والأولى من نوعها في الأردن ليشكل تأكيداً ملكياً على أهمية التعليم المهني، ومدى اهتمام جلالته وولي عهده بهذا التوجه الهام لبناء مستقبل الشباب في الأردن.
فقد أكد جلالة الملك على "أهمية توجه الشباب الأردني نحو التدريب المهني في ظل الطلب المتزايد عليه، معرباً عن فخره بالشباب المتدربين بالأكاديمية، لاهتمامهم بتطوير مهاراتهم في مجال تكنولوجيا السيارات، ما سيخلق لهم فرصاً عديدة في المستقبل".
فيما لفت جلالته إلى "أهمية الأكاديمية، بحيث تكون نموذجاً للشركات الأخرى لإقامة مشاريع تخدم الشباب، وتوفر فرص العمل، مشيراً إلى دور الإعلام في تسليط الضوء على الفرص التي يوفرها التدريب المهني المتقدم للشباب".
وقد أكدت شركة محمودية موتورز، الوكيل الرسمي لسيارات جاكوار ولاند روفر في الأردن؛ والتي عملت على تأسيس الأكاديمية، أن الطلبة الملتحقين ببرامجها يتلقون التدريب مجاناً، كجزء من المسؤولية المجتمعية، حيث يستطيع حالياً الراغب بالتدريب ممن يمتلك مهارات محددة، التقديم عبر جامعة الحسين التقنية، وبينت الشركة أن مراحل التدريب العملي والنظري تمتد على مدى 18 شهراً داخل مشاغل صيانة السيارات والغرف الصفية في الأكاديمية.
وستضمن الأكاديمية للمتدربين في حال اجتيازهم الامتحانات العملية والنظرية، الحصول على اعتماد الأكاديمية في بريطانيا، ليتمكنوا من المنافسة في أسواق العمل المحلية والعالمية، خصوصاً في ظل الطلب المتزايد على هذه المهارات في المنطقة، وهو ما يحفز الشباب للتوجه لهذا النوع من التعليم بهدف الحصول على فرض عمل واعدة.
جامعة الحسين التقنية، التي أسسها سمو ولي العهد؛ وهي تحمل اسمه وتحظى بدعمه، كانت السباقة في طرح رؤية خاصة متقدمة لبناء جيل مؤهل من الكفاءات الشبابية الأردنية؛ من خلال طرح برامج تقنية مهنية متخصصة، وتبنت منهجاً تعليمياً تقنياً متميزاً يوائم بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل، حيث تعمل الجامعة على إثراء تجربة الطلبة من خلال الموائمة بين الناحية التعليمية والتدريب العملي في نفس الوقت، للحصول على درجة البكاوريوس أو الدرجة الجامعية المتوسطة في تخصصات الهندسة وعلوم الحاسوب.
جلالة الملك يؤكد على الدوام أهمية التعليم والتدريب التقني والمهني لبناء كوادر أردنية مؤهلة تنطلق للإبداع والإنجاز في اتجاهات غير تقليدية؛ للحصول على فرص وظيفية نوعية في مجالات متقدمة ومتطورة وتشهد طلباً متزايداً في معظم القطاعات المهنية في أسواق العمل المحلية والإقليمية، بعيداً عن التخصصات التقليدية الراكدة، وهذا ما يتطلب من الحكومة العمل الجاد على تحقيق رؤية جلالته في هذا الاتجاه.
حضور جلالة الملك وسمو ولي العهد يؤشر لرسالة ملكية عميقة وعديدة بإتجاهات مختلفة، فهو يبارك إطلاق مثل هذا النوع من الأكاديميات، ويشجع الطلبة على التوجه لمثل هذا النوع من التعليم المهني المتقدم، ويدعو الشركات الأخرى لتبني برامج مشابهة تستقطب الشباب وتؤهلهم لسوق العمل من خلال برامج المسؤولية المجتمعية التي يتوجب على الشركات تبنيها.
كما أن جلالته يشدد على ضرورة التفكير بطرق وسائل مختلفة للإنطلاق بالشباب الأردني نحو آفاق جديدة للإبداع والتميز، ومن هنا جاء إطلاق جامعة الحسين التقنية التي حملت راية التغيير والتميز لتسليح طلبتها بعلوم المستقبل التقنية، ولتكون (منارة علم تقنية تحقق رؤية ملكية).