التعليم المهني والتقني ووظائف المستقبل
د. خلف ياسين الزيود
20-12-2020 01:33 PM
إن مركزية ومحور الانتاج الوطني والنبع الاساسي للدخل القومي للوطن هو التعليم بكافة مستوياته وانواعه، ولكن اليوم وحسب المتغيرات الاقليمية والعالمية نجد أن التعليم التقني المهني يتربع على الاولوية وفي كل الاتجاهات، لهذا السبب نجد الاهتمام من الملك والتوجيهات له والجدية بتطوير وابراز هذا القطاع وتشجيع الشباب عليه والذي سيصبح ألاكثر فاعلية بالانتاجية.
لهذا فان اي تقصير أو عدم استجابة واستلهام وفهم لتوجهات وتوجيهات الملك من قبل الحكومات وعدم الجدية في الانتباه الى التطور الدولي والاقليمي في اولويات التعليم سيؤدي حتماً الى ضعف واضعاف لمستقبل الوطن والاجيال وزيادة نسب البطالة التي اصبحت هماً وسبباً رئيسياً في تحول ثقافة الشباب الى اتجاهات غير مقبولة لا وطنياً ولا اجتماعياً.
ان المتغيرات النوعية في الحياة وخصوصاً التكنولوجية تتسارع عالمياً في كل القطاعات الحيوية، ولكن التعليم أخذ ويأخذ أكثرها تطويراً، حيث نرى في معظم الدول التقدم الواضح بالتكنولوجيا الحديثة، وهذا يعني أنه يجب على استراتيجياتنا التعليمية الوطنية ان تواجه وتواكب هذا بهبة عالية في اولويات التعليم من أجل صناعة وتحضير ألاجيال لتجد لها مكاناً في اسواق العمل الحالي والمستقبلي، وطنياً واقليمياً وعالمياً.
ان التعلم التقني والمهني يجب أن يقوم على سياسات تعليمية تأخذ بالحسبان علم الذكاء الاصطناعي، والتعلم الذكي، واهمها هو التعلم القائم على المشاريع، ومن جهة ثانية يجب أن يعلم الجميع أن التكنولوجيا أصبحت تشكل بعداً ضرورياً لخلق واستدراك العمل وتشجيع المواهب واطلاق الطاقات الكامنة للشباب في التميز وحسن الادارة الانتاجية.
وهنا نقول انه من أجل التكاملية الوطنية على الحكومات أن تبني شراكات حقيقية مع القطاع الخاص الذي يمثل كل الانتاجية، وذلك باتجاه التدريب وتعزيز المعرفة وتوطين المهارات لدى الشباب، وهذا لأن القطاع الخاص هو البيئة العملية للابتكار والانطلاق نحو صناعة القوى العاملة التي لن تغزوها البطاله على الاطلاق.
وبالنهاية يمكن القول أن عمل المستقبل بدأ ومنذ فترة يعتمد على المهارات الفنية التقنية المهنية ومعارفها، وان أي دولة تنجح في انتاج وتطبيق وتوطين هذه المنظومة ستكون قادرة على التنافس في ميادين وظائف المستقبل، وحيث أن الاردن لا يملك الا ثروات القوى البشرية يا حكومة ويا دولة، فأين أنتم من هذا واين أنتم من توجهات وتوجيهات الملك الذي دائماً يوفر ويختصر عليكم عناء التفكير والابتكار ورؤية المستقبل وبالمقابل أين المحاسبة والمسائلة لمن لا يعمل!