الصراع العربي الاسرائيلي صراع متجذر وضارب في الاعماق ومنذ احتلال إسرائيل للأراضي العربية وخاصة فلسطين والانتهاكات الإسرائيلية مستمرة على قدم وساق دون أي رادع او مانع وبدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية واتبعت سياسة قاسية في مصادرة الأراضي وبناء المستوطنات غير الشرعية وسلب ممتلكات الفلسطينيين وتدمير عشرات الالاف من منازل الفلسطينيين واقتلعت ملايين الأشجار وضيقت حرية التنقل وقصفت المدنيين وقتلت عشرات الالاف منهم وزجت بعشرات الآلاف في المعتقلات والسجون تحت وطأة التجويع والتعذيب والتنكيل وتنكرت لاتفاقيات السلام واعتدت على المقدسات الإسلامية ومنعت المصلين من الصلاة في المسجد الأقصى واعتبرت القدس عاصمتها الأبدية.
وعلى الرغم من كل المفاوضات ومحاولات اعادة أحياء المفاوضات من الجانب العربي والدعوات المستمرة لاقامة سلام عادل وشامل وتقديم المبادرة العربية للسلام قبل أكثر من خمسة عشر عاما والدعوة إلى إيجاد حل سلمي عبر حل الدولتين الا ان إسرائيل لم تستجب لهذه الدعوات ويبدو انها لن تستجيب لانها تعلم أن الصراع معها هو صراع وجود لا صراع حدود وانها تخشى خشية الغنم من الذئب ان العرب لو أصبحوا يوما أصحاب كلمة فسينقضوا عليها كما تنقض الأسود على فريستها وهم لا يقيمون للعرب اي اعتبار طالما بقوا بهذه الصورة الممزقه في الجسد والمواقف وفقدان أوراق اللعبة ااسياسية.
وقد تفاءل كثير من العرب بمقدم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن على اعتبار انه سيكون مخلصا من مأزق التعنت الاسرائيلي والحقيقة ان هذا التفاؤل في غير مكانه لان الزواج الأمريكي الاسرائيلي هو زواج جماعي وليس فرديا وانتهاء ولاية ترمب صاحب الصراحة والجموح والتهور والانحياز المطلق لإسرائيل لا يعول عليه كثيرا وان ثبات السياسة الامريكيه تجاه الدعم المطلق لإسرائيل سيقى وان كان الرئيس بايدن يبدو اكثر اتزانا وتعقلا ولكنه اكثر عمقا ودراية بمصلحة أمريكا وحليفتها إسرائيل.
ان اي تقدم عربي باتجاه إيجاد حل سياسي للقضية الفلسطينيه مرهون بخلق موقف عربي موحد وتوفر أوراق اللعبة السياسية التي من خلالها يمكن أن تشكل َورقة ضغط على الجانب الاسرائيلي وهذا غير متوفر في الوقت الحالي وسيقى الوضع الراهن على ما هو عليه إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولها.