علم اجتماع الأردنية يرصد الظواهر والمشكلات ويدرس الحلول
أ.د. اسماعيل الزيود
19-12-2020 05:18 PM
قسم علم الإجتماع في الجامعة الأردنية الذي تم تأسيسه في سبعينيات القرن الماضي على أيدي نخبة من الأساتذة العلماء لمواكبة الحاجات الملحة التي فرضها واقع المجتمع في ذلك الحين من خلال البحث والدراسة، فتشكلت البصمات الأولى. وقد استمر العمل والبناء من جيل ومدرسة أسست، إلى جيل ومدرسة تعلي ذلك البناء.
يشكل قسم علم الاجتماع اليوم مصدر اعتزاز وفخر لجميع النخب الأكاديمية والعلمية التي يحرص على أن تبقى حاضنة للمنظومة الأخلاقية التي أساسها البحث العلمي الرصين. واليوم، يطرح هذا القسم نفسه كمرجعية مهمة للمؤسسات الرسمية والأهلية العامة والخاصة من حيث متابعته ورصده لكل الظواهر والمشكلات الاجتماعية والقضايا والأحداث أولا بأول.
وفي سياق الحديث حول الأولويات والحاجة للبحث والدراسة، تتصدر اليوم جائحة كورونا أولويات البحث العلمي من قبل الأساتذة واهتمامهم وتوجيه طلبة الدراسات العليا في القسم وذلك في محاولة جادة لتشخيص ودراسة هذه الجائحة؛ واقعها ومستقبلها وما قد تخلفه من آثار اجتماعية واقتصادية وثقافية وسياسية مختلفة على الفرد والجماعة والمجتمع. وليس هناك من هو أقدر من علم الاجتماع بفروعه المختلفة على دراسة وتشخيص الجوانب المختلفة لهذه الجائحة التي القت بظلالها على العالم بأسره
ويشكل القسم اليوم بيت خبرة لدراسة الظواهر والمشكلات الاجتماعية بمهنية وحنكة أكاديمية تعلوها الموضوعية، حيث يرفد بما لديه من أساتذة وكفاءات الجهات الرسمية وغير الحكومية والأهلية بنتائج علمية جاءت نتيجة لدراسة موضوعات على مستوى عالي من الأهمية ترتبط مباشرة بالشأن المحلي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي. ويضع نتائج تلك الدراسات أمام المعنيين الراغبين والمهتمين للإستفادة منها في وضع الإجراءات والسياسات المطلوبة لصانعي القرار.
لا بدّ من الإشارة أنه يتم اليوم توجيه طلبة الدراسات العليا في القسم ضمن برنامجي الماجستير والدكتوراة للإهتمام بدراسة القضايا الحيوية المهمة للمجتمع. وتقوم لجنة الدراسات العليا في القسم وبصورة مستمره ودائمه بمناقشات دقيقة حثيثة ومهمة لمخططات الطلبة المتقدمين لغايات اعتماد مقترحات ذات شأن وقيمة مضافة للجانب الرسمي والمجتمعي على حد سواء، وعليه فقد تنوعت الموضوعات التي تم إجازتها للدراسات العليا لبرنامجي الماجستير والدكتوراة حول الإعلام الإجتماعي والاتصال وتأثيره على الشباب والضبط الأسري.
إضافة إلى موضوعات تتحدث حول سياسات المعونة الوطنية وأثرها في تعزيز ثقافة الفقر وجيوب الفقر على مستوى المملكة.
أضف لذلك موضوعات تتمحور حول علم الاجتماع السياسي بكافة جوانبه من حيث الإنتخابات النيابية والسلوك الإنتخابي للناخبين وأسس الإنتخاب ودور العشيرة والاحزاب السياسية في ذلك وحالة التكيف والصراع بينهما ، إضافة لتطبيق النظريات الاجتماعية المعاصرة على أزمة العالم العربي وحركات الاحتجاج العربية و ثوراته.
كذلك يولي قسم علم الإجتماع إهتماماً كبيراً بالمواضيع التي تتعلق بالتنمية والسياسات الاجتماعية والتنمية المحلية والمستدامة ودور المنظمات غير الحكومية والأهلية كذراع وشريك للقطاع الرسمي في تحقيق أهداف التنمية والتمكين المطلوب تجاه الطفل والمرأة والشباب.
أضف إلى ذلك دراسات حول أهمية المشاريع الميكروية َوالصغيرة والمتوسطة ودورها في الحد من الفقر والبطالة.
وتأخذ مواضيع الإعلام الإجتماعي والبيئي مكانتها حيث يجري التنوير بأهمية الرعايه البيئية إجتماعياً والتركيز على دراسة شغب الملاعب تلك الظاهرة المقيتة؛ أسبابها ومسبباتها وآثارها.
يسير قسم علم الاجتماع -اليوم- بخطى ثابتة واثقة ويسهم بشكل إيجابي برفد الجهات الرسميّة والخاصة بالنتائج والحلول من خلال تركيزه على الدراسات التطبيقية والبحوث العلمية لردم الهوة ما بين البحث العلمي والواقع بقضاياه المهمة التي تشغل المجتمع ومؤسساتنا المعنية.
ومن هنا فانني اتوجه اليوم بدعوة أكيدة لأن تستفيد الجهات المعنية والرسمية من دراسات التنمية والسياسات والمشكلات والظواهر الاجتماعية وذلك من خلال التواصل مع القسم
وها نحن نمد أيدينا لذلك مرحبين بأي تعاون ممكن من شأنه النهوض بمؤسساتنا وأردننا الغالي.
يستمر القسم من خلال أساتذة وعلماء بالبحث العلمي وتوجيهه ليصب في الإتجاه السليم في تناول كافة القضايا والموضوعات التي تعني مجتمعنا ولا شك بأن جائحة كورونا كما أسلفت احتلت اليوم نصيب الأسد من عمليات البحث والدراسة من حيث الآثار الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والديموغرافية ودراسات السلوك المجتمعي بعد كورونا والآثار الثقافية والتكنولوجية لهذه الجائحة على الفرد والجماعة والمجتمع على حد سواء.
ولا يقف الحال فالمجتمع في حالة تغير مستمرة وذلك يستدعي منَّا حق المتابعة في البحث والدراسة. ولن نقف أو نكف عن ذلك، فهذا دور وأولوية للقسم إضافة إلى مسؤولياته تجاه طلبته في التدريس وإعطاء المحاضرات فإن هناك أدوار ونشاطات من أجل التشبيك مع المنظمات غير الحكومية لفتح المجال وتوفير فرص العمل أمام الخريجين من أبنائنا في قسم علم الاجتماع في الجامعة الأردنية