الحكومة تسأل ليبرمان .. هل تصدقون?
فهد الخيطان
13-04-2010 04:09 AM
** تصريح الناطق الرسمي يتبنى توضيحات الخارجية الاسرائيلية ويتجاهل الاوامر العسكرية ..
لم يكن الامر يحتاج الى ايضاحات من وزارة الخارجية الاسرائيلية, فالاوامر بابعاد او سجن الالاف من الفلسطينيين من الضفة الغربية صدرت عن الجيش الاسرائيلي باعتباره قوة احتلال وحمل الرقم "1650" ونشرت منظمات حقوقية في اسرائيل نصه, وكشف تقرير للزميلة ابتهاج زبيدات نشرته "العرب اليوم" في عددها يوم امس ان قيادة الجيش الاسرائيلي صادقت على القرار في شهر تشرين اول من العام الماضي. وارسلت عشر منظمات حقوقية في اسرائيل منذ يومين رسالة الى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك تطالبه »بتأجيل تنفيذ الامرين العسكريين اللذين بموجبهما يمكن تنفيذ جريمة الترحيل بحق اصحاب البلاد الفلسطينيين الذين يعيشون في الوطن ابا عن جد وعن اجيال عديدة« كما جاء في نص الرسالة.
وتنقل الزميلة زبيدات في تقريرها التفاصيل الكاملة للاوامر العسكرية وردود الفعل عليها في الاوساط الاسرائيلية والفلسطينية والنقاش الدائر حولها في اوساط القانونيين ومنظمات حقوق الانسان.
كل هذه المعلومات توفرت لصحافية كما توفرت لصحف ووسائل اعلام عديدة في اسرائيل وخارجها ولم تنقل اي وسيلة اعلام كلمة واحدة على لسان مسؤول اسرائيلي ينفي صحة هذه المعلومات.
دبلوماسية الخارجية الاردنية ومن بعدها الحكومة وبكل مالديها من امكانيات بدت وكأنها لا تعرف شيئا عن القضية وتنتظر توضيحات ممن?! من وزير خارجية اسرائيل ليبرمان!
هل يمكن لمبتدئ في السياسة ان يسأل مجرم مثل ليبرمان عن جريمة تخطط حكومته لتنفيذها, ثم يتبنى الناطق الرسمي باسم حكومتنا روايته وينقلها في تصريح رسمي.
كيف تورطنا في هذا الخطأ القاتل? ولماذا تعاملنا بهذا الاستخفاف وطيبة القلب مع قرار هو الاخطر لحكومة نتنياهو وجيش الاحتلال يهدد الامن الوطني الاردني على نحو مباشر?
السلطة الفلسطينية وهي حليفنا وشريكنا الاقرب تحققت بنفسها من صحة الرواية بينما "خارجيتنا" الوقورة كانت تنتظر التطمينات من ليبرمان وتسارع الى اعلانها رسميا.
وحدنا في المنطقة من تبنى نفي حقيقة الاوامر العسكرية الاسرائيلية, واخذ الناطق الرسمي, الذي صدر التصريح باسمه وهو في الطائرة المتوجهة الى الصين, على عاتقه نقل تطمينات ليبرمان للرأي العام.
لدينا سفارة وسفير في تل ابيب وهذا معروف ومن واجب السفارة ان تتحرك في مثل هذه الحالات, لكن من قال ان على الحكومة ان تأخذ على محمل الجد كل رد يأتي من اسرائيل وتتبناه ليصبح رواية رسمية اردنية.. كان ينبغي التعامل مع توضيح ليبرمان ونفيه بتحفظ شديد, لان المعلومات المتوفرة تؤكد انه يكذب وبالتالي فأن المكان الطبيعي لـ "نفيه" سلة المهملات وليس تصريحا على الوكالات.
وبدا لي من التصريح الرسمي ان المسؤولين المعنيين في الخارجية والاعلام لم يطلعوا على حديث جلالة الملك الاخير لصحيفة امريكية الذي اكد فيه ان الثقة بسياسة حكومة نتنياهو ونواياه انهارت وان العلاقات بين البلدين في ادنى مستوى. لو قرأوا هذه التصريحات لما وثقوا بليبرمان ورددوا اكاذيبه.
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم