في باريس تزور قبر نابليون في «الانفاليد», فهي معلم من معالم باريس.. لكن الامبراطور انشأ ابنيتها واقام حدائقها, وصنع منها معلماً لتكون مأوى وسكن ومعالجة معوقي الجيش الفرنسي.. فقد كان نابليون ابن الثورة الفرنسية, وقد وجد أن الثورة يجب أن تكون اوروبية تشيع مبادئ الحرية والمساواة في ممالك واقطاعيات عائلية ودينية. فكانت حروبه تشمل ايطاليا والمانيا واسبانيا وبلجيكا واللوكسمبورغ وهولندا وبولندا.. ثم الاتحاد الروسي, واستطاع بسنوات قليلة ان يغير خرائط اوروبية, ويوّحد دولاً, ويترك وراءه اعظم القوانين المدنية, والبرلمانات وكان لذلك كلفته البشرية المريعة, مئات آلاف المعوقين والجرحى, بمشاكلهم الصحية والانسانية والاجتماعية التي لم تكن تنتهي بالنهاية العادية للجندي.. الشهيد!!.

في بلدنا الصغير سقط مئات الشهداء, وآلاف الجرحى والمعوقين في الحروب الكثيرة التي وجد نفسه فيها, في فلسطين وغير فلسطين, وفي الاردن بطبيعة الحال, ومع ان قواتنا المسلحة اهتمت في حدود امكاناتها, لكن بلدنا لم يتنبه الى هذه الفئة الوفية من ابنائنا وآبائنا واطفالهم واراملهم:.

- فنحن لا نعرف حجم متضرري الحروب الكثيرة بشكل واضح!!.

- صحيح أن هناك اهتماماً ملكياً بأبناء الشهداء في التعليم وابناء القوات المسلحة بشكل خاص, وصحيح أن الخدمات الطبية الملكية تهتم بمرضى عائلات العسكر, لكن مؤسسة مفردة ما لم تتابع المشهد بكامله, فقد لا يعرف الكثيرون أن ابنة الشهيد عزالدين القسّام كانت احدى المستفيدات من تقاعد زوجها هنا في عمان.. وكان هذا التقاعد لا يصل الى اصابع اليد من الدنانير, وقد اهتم بها جلالة الملك الراحل العظيم فخصص لها ما يكفيها.. ولا نعرف أما تزال هذه السيدة على قيد الحياة أم لا!!.

- هناك عائلات شهداء للشهيد الأب والشهيد الابن ويحضرني هنا الأب والابن شويعر, وهذه عائلات لا نعرف تماماً ما الذي حدث لها منذ الاستشهاد الى الان.. الارامل الابناء للوالدات هل هم ضمن اهتمام شعبنا ودولتنا ام لا.. وهناك عائلات تضررت بالجراح وبالاصابة المعيقة.. يجب أن نعرفها ونكرّمها ونعطيها من الوفاء بعض وفائها!!.

ندعو الى مؤسسة تعتني.. الى «انفاليد» اردنية!.

الراي