حرص ملكي وتكريم للشهداء البحر الميت
د.خالد يوسف الزعبي
19-12-2020 02:38 PM
حرص جلالة الملك عبدالله الثاني أثناء زيارته وسمو ولي عهده الأمير الحسين إلي مركز الدفاع المدني في البحرالميت. ان يبعث برسالة ملكية للمسؤولين والحكومة والأجهزة الأمنية والناس وأهل الشهداء بفاجعة البحر أننا لن ولم ننساهم فهم حاضرين في ذاكرة الملك ووجدانة وأنهم أبناءه وبناته.
حيث شكلت حادثة البحر الميت فاجعة وجرحاً عميقاً في قلوب الأهالي والاردنيين ودول العالم. حيث خيم الحزن في ذلك الوقت ولا زال على وجدان وضمير وحديث الملك. بفقدان كوكبة من شهداء الوطن. من طلاب وطالبات ومعلمات مدرسة فكتوريا. ومن أبناء الوطن مثل ما شكل رحيلهم بالنسبة للأهالي ألماً وحسرةً وعذاب وبكاء وجرحاً ينزف بالدماء في قلوب أسرهم لغاية الان وفي قلوب الأردنيين. وان الحرص الملكي على بقاء فاجعة البحر الميت في ذاكرة المسؤولين والاردنيين. باننا لن ننساهم وان علينا محاسبة المقصرين والمهمليين بالواجبات من المسؤولين والمسببين لهذه الكارثه. هذه الحادثة وعلى اثر تشكيل اللجنة الملكية المستقلة التي قدمت التوصيات. التي لم ترى النور ولم يعرف المقصريين والمسؤولين ولم يقدم أحد منهم للمحاكمة العادلة امام القضاء والمحاكم المختصة. لغاية الأن.
زيارة جلالة الملك عبدالله وولي عهده الحسين الى مركز الدفاع المدني في البحرالميت والذي تم إنشاءه على أثر الكارثة التي وقعت في وادي زرقاء ماعين. وسمي بذلك الوقت "مركز الإنقاذ المائي والجبلي". بعد افتتاحه من قبل الملك عبدالله في العام الماضي. إلا ان جلالة الملك عبدالله اراد تغيير اسمه الى "مركز دفاع مدني شهداء البحر الميت". تكريماً لأرواحهم التي سوف تبقى خالدة ومحفورة بذاكرة الأردنيين ووجدانهم وتاريخ الأردن. على شواطئ البحرالميت....
ان جلالة الملك عبدالله. أراد ان يشرف بنفسه على مشاريع البنية التحتية الأساسية للجسور وبالذات على جسر زرقاء. ماعين التي حصلت عليه الكارثة. قبل سنتين تقريباً.... وقد أراد أبو الحسين أراد ان يبعث برسالة الى الحكومة والمسؤولين والدفاع المدني والأجهزة الأمنية أننا لن نقبل ان يقع مثل هذا الطارئة والحادثة والكارثة لاسمح الله. و اراد ان يذكر بان تكون الجاهزية والخدمات والاسعافات وعمليات الإنقاذ يقظة وتتميز بكفاءة عالية. وان يكون مركز الدفاع المدني مجهزاً بوسائل الإنقاذ والقوارب والغواصين والكشافات الضوئية. والفرق والكوادر المدربة من الدفاع المدني. جاهزة لأي طارئ وبجاهزية وحرفية ومهنية عالية....
زيارة جلالة الملك عبدالله لمركز الدفاع المدني لشهداء البحر الميت ولجسر زرقاء. ماعين. تأتي من باب الحرص الملكي على حياة وسلامة الأردنيين. ولتفقد أعمال إعادة تأهيل جسر زرقاء ماعين والجسور الأخرى الثمانية على امتداد طريق البحر الميت. العقبة. وخاصة بعد ان بدأ فصل الشتاء والتحذيرات من الطقس والسيول ومياه الأمطار في الأودية والانجرافات وخطورتها على الناس. فالملك أراد ان يطلع على الجاهزية بنفسه بعد ان فقد الثقة بالمسؤولين في حرصهم على حياة الأردنيين والمقيمين..
ان هذا التكريم لأرواح شهداء كارثة البحر الميت. وتسمية مركز الدفاع المدني بأسم شهداء البحر الميت. يدلل ان هذا التغيير والرسائل لها أهداف ودلالات ملكية كبيرة بأن عملية التطوير والتحديث وحماية ارواح المواطنين من أي طارئ او كارثة هي مسؤولية جماعية علينا جميعاً. واننا لن ننساهم لأنهم محفورين في الذاكرة والقلب والوجدان الملكي. وخاصة عندما قرأ الفاتحة على أرواح الشهداء مع أفراد وضباط المركز والحرس الخاص. .....
وهذا الحرص والتكريم الملكي يتطلب من جلالة الملك عبدالله الثاني اللقاء بالأهالي وأسر الشهداء والمصابين في لقاء ابوي لتضَّميد الجراح وتكريمهم وتعويضهم مادياً ومعنويا ومنحهم الثقة. بالنفس والرعاية والحنان فالجرح لازال ينزف بالدماء. وإغلاق ملفات هذه الكارثة. ...
حمى الله الأردن وشعبه الطيب وقيادتة والإنسانية.