في بداية الحظر الشامل الطويل الذي لم تشهد له المملكة مثيلاً لا في الماضي القريب ولا البعيد، كانت الشوارع خالية حرفياً من شتى أنواع الحركة بإستثناء جندي لم يأخذ حقه، فمرتبات الأمن العام الذين بقوا على قارعة الشوارع يطبقون قانون الدفاع ويوقفون الخارجون عن القانون.

وأما الجندي الذي لم يأخذ حقه كفاية فهم كوادر الدفاع المدني الذين ظلوا وما زالوا يعملون كخلية نحلٍ ليلاً نهاراً، فلا يخلو شارع إلا وتجد فيه سيارة للدفاع المدني تنقل المرضى، سواء مرضى كورونا أو الحالات المرضية الحرجة، فقد لا يخلو بيت من مركبات الدفاع المدني التي قدمت لهم الخدمة بكل صدر رحب.

يدق جرس الإنذار في مديرية الدفاع المدني حتى ينطلق المرتب لتلبية نداء مريض ملهوف للمساعدة، يقومون بواجبهم بدون كلل او ملل، فيكونون عند المريض في دقائق معدودة بغض النظر عن مكان إقامته.

وقفت مندهشاُ عندما رأيت غرفة العمليات وكمية الإتصالات والحالات التي تحتاج إلى نقل بشكل فوري، وعاجز امام هؤلاء الرجال الذي يردون على جميع المكالمات بسرعة فائقة، يتسابقون من يجيب على المكالمة ومن ينسق لها، إنه وبكل فخر جهاز الدفاع المدني الأردني.

مثال بسيط على سبيل العد لا الحصر على هذا الجهد المبذول ( والذي يعلم عنه قليل من الناس ) مرضى الكلى الذين يصلون قرابة الساعة السادسة صباحاً كل يوم حتى يستعدوا لعملية الغسيل، وغيرها الكثير الكثير من الامثلة التي لا حصر لها، من حالات الولادة والذبحات الصدرية والجلطات والربو وغيرها.

وعلى النقيض من ذلك مما يبعث الاستياء في النفس، ان هنالك فئة قليلة ممن يعتبر هذا الجهاز (الدفاع المدني) عبارة عن وسيلة لتنزهه أو لرؤية الناس في المستشفى.

وهناك حالات للامانة لا تستدعي حتى القدوم للمستشفى، كمن تؤلمه يده منذ شهر ومن يعاني من مغص منذ اسبوع.

عزيزي المواطن، أكاد اجزم بأنك لا تعرف بأن هنالك حالات قد انتقلت الى الرفيق الاعلى بسبب عدم قدوم الدفاع المدني لها في الوقت المناسب وهذا بسبب انشغالهم بحالات ليست طارئة ولا تستدعى حتى الاتصال على 911 بخصوصهم، بتعاوننا مع بعضنا البعض يمكن تطوير هذا الجهاز وتفريغه للحالات الطارئة والتي من الممكن انقاذها ومساعدتها !

رجال الدفاع المدني والامن العام, ترفع لكم القبعات وتؤدى لكم التحية , فأنتم حماة الوطن, حماكم الله وقدركم على حمل المسؤولية كل في مكانه , دمتم بكل الخير والمحبة