كان الرجل قد انتهى من تأدية صلاة الفجر في ذلك اليوم الذي انطلقت فيه اشعة الشمس مبشرة بقدوم اول ايام عيد الاضحى المبارك ، فاذا باقدام الحراس تتقدم من زنزانته وهو لم يكمل بعد تسبيحه الذي اعتاد عليه عقب كل صلاة. بذات الملابس التي كان يرتديها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تم سحبه من الزنزانة وسمح له فقط بارتداء "الكوت" الشتوي الاسود الذي كان يدل على الساعات السوداء التي سيلاقيها الرجل.. هنيهات من الجلبة والتحضيرات ادت الى ادخال صدام الى الشعبة الثانية للاستخبارات العسكرية المقابلة للمنطقة الخضراء على الجانب الاخر من نهر دجلة ، وهناك في احدى الغرف القذرة تم تحضير مشنقة على عجل.. وشهود على عجل.. ورجال دين ايضا? على عجل ، فيما صعد صدام بكل عنفوانه وجبروته متسلحا? بالاستعانة بالله ، لا مرتجفا? ولا خائفا? كما قيل في بداية اعدامه ، لا بل على العكس تماما? فقد احاط به المرتجفون ، واحاط به الخائفون الذين صعقهم الخوف حتى بعد سقوطه في حفرة الاعدام وهو يلفظ انفاسه الاخيرة. كانوا يريدون اعداما? على عجل ، فعجل الله فضيحتهم حينما انطلقت تلك العبارات الطائفية التي كشفت حقيقة ما يجري في العراق ، وحقيقة التصفية الجسدية لسنته من اولئك القادمين عبر ضباب العمائم السوداء في ايران. حتى اعدام الرئيس الراحل صدام حسين كان مفيدا? لنا كامة عربية وامة اسلامية.. كان مفيدا? لكل واحد منا ليصحو من غيبوته ويدرك ما يجري من حوله ، ولعمري فقد ادركت الان خطر الهلال الشيعي وما يمكن لهذا الهلال اذا ما استمر نفوذه ان يطبق على رقابنا.. ويجز نحورنا. قد نختلف مع ما جرى في نظام صدام من تجاوزات ارتكبها مقربون منه ، ونتفق لربما مع كثير من حزمه وصرامة حكمه ، لان تركيبة العراق وطوائفه وملله التي لا تعد ولا تحصى ، لا يمكن لها ان تستقر الا في ظل نظام صارم يمنع الفتنة.. ويقضي على الطائفية.. ويحمي حدوده من الاختراق. صعد صدام الى تلك المشنقة وهو غير مبال? لكل ما يحدث معه ، وكل ما شاهده من تواجد للشهود والمسؤولين العراقيين وكان كل همه ان ينطق بالشهادتين ، واجزم انه حين نطق بهما صدام كان يودع عالما? من الخزي والذل والاهانة التي ارتضاها مليار مسلم في يوم عيدهم دون ان ينبس احدهم ببنت شفة ، فكانت الرسالة اميركية بكل معنى الكلمة وتحديا واضحا لجميع مشاعر المسلمين الذين كانت ايديهم تجز اولى رقاب الاضاحي تقربا? لله الواحد القهار ، فيما اختار الاميركان التضحية بالشهيد صدام حسين امام العالم في عيد المسلمين العظيم وفي اشهرهم الحرم غير مكترثين بهذه المشاعر. عموما?.. فقد ايقظ اعدام صدام جميع المسلمين وبث في نفوسهم اولى شرارات الصحوة وتحول اعداؤه الى مريدين ، كما فعل سحر اعدام صدام فعلته مع المعارض السابق مشعان الجبوري النائب العراقي الذي كان من اشد معارضي صدام ، لينقلب الان ويقدم اعتذاره بكل رجولة ، حين ادرك - كما ادركنا جميعا? - ان الشهيد صدام حسين اعدم سياسيا? وطائفيا?.. ومذهبيا?. وللحديث بقية. hashem2007@yahoo.com