راكان الجازي واللواء المدرع 40
د. فيصل الوريكات
17-12-2020 03:06 PM
على الرغم من خسارة حرب 1967 الا انها لم تخل من البطولات التي يجب الاشارة كقناديل في ظلام الهزيمة ومن هذه القناديل اللواء الركن راكان الجازي قائد اللواء المدرع 40 في حرب الايام الستة حيث انه حسب المصادر الاسرائيلية والامريكية قد يكون الوحيد الذي حصل على المديح بالحركات التعبوية التي قام بها تحت ظروف حربية غير مناسبة ومع ذلك فلم يياس وقاتل بشموخ للنهاية, للاسف لم اجد اي ذكر لاسمه في كتاب الدكتور سمير مطاوع عن حرب الايام الستة على الجبهة الاردنية وهذا لا يتناسب مع كمية المديح التي حصل عليها من الغربيين.
تحرك في بداية الحرب وفق اوامر مخطوئة نحو الجنوب ومن ثم تم تعديلها ليتحول الى غرب جسر الملك الحسبن بالقرب من اريحا ولاحقا اعطي الامر للتحرك نحو قباطية ,هذه تأخذ في الظروف العادية ما يزيد عن 4 ساعات ولكنه استطاع ان يصل ضمن 8 ساعات متحاشيا الطيران الاسرائيلي خلال ذلك المسير.
لم تؤثر الاوامر الخاطئة الصادرة بفت عزيمته بل استمر في العطاء الايجابي ومارس اللواء راكان قيادته من قلب المعركة وكانت لمتابعته وقيادته المباشرة لوحداته الاثر المباشر للعمليات حيث استطاع حال وصوله الى تقاطع قباطية تدمير وحدة استطلاع اسرائيلية بالرغم من الاجهاد.
بعد ذلك بدأ باستطلاع المنطقة المخصصة له في جنين ووزع جزء من قواته بموقع دفاعي مختار بعناية واستطاع صد الهجوم الاسرائيلي ولاحق القوة الاسرائيلية المهاجمة ولولا نيران المدفعية وسلاح الجو لتمكن من الاجهاز عليها, ومن الامور التكتيكية التي قام بها بعد ذلك هو انسحابه في الوقت المناسب بعدما قامت القوات الاسرائيلة باطباق الحصار عليه وافلت من التدمير الكامل.
تأثيره القيادي يمكن ملاحظته من اداء الكتيبة الاخرى التي الحقها للعمل على طريق طوباس جنين ولم يكن له عليها سيطرة مباشرة فعلى الرغم من اداؤها الجيد في النهار الا ان الجنرال الاسرائيلي بيليد قرر مهاجمتها في الساعة 0100 في ظروف ليلية واستطاع النجاح في تلك العملية حيث ان الاغلبية كانوا مجهدين ولم يتوقعوا ان يهاجموا في ذلك الوقت.
راكان الجازي قد يكون اخر من غادر الضفة الغربية ولم يترك اي اليه خلفه وكل الاصابات التي تكبدها كانت بسبب الطيران الاسرائيلي او نيران الدروع مما يدل على تصميمه وعدم تركه لارض المعركة لاي سبب.
هذه السردية تدلنا على قائد عنيد ومخطط بارع ولديه القدرة على التأثير على مرؤوسيه وكما اسلفت سابقا فلعله من القلائل الذي مدحتهم المصادر الخارجية المحايدة.