البحرين في عيدها التاسع والاربعين
السفير الدكتور موفق العجلوني
17-12-2020 09:33 AM
في ضوء احتفالات مملكة البحرين الشقيقة بالاعياد الوطنية يومي السادس عشر والسابـــــع عشر من شهر ديسمبرتشرين الثاني الحالي، واحياءً لذكرى قيام مملكة البحرين الحديثة كدولة عربية مسلمة منذ القرن الثامن عشر، والذكرى الـ 49 لانضمامها الى عضوية الأمم المتحدة، والذكرى العشرين لتسلم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة حفظه الله مقاليد الحكم، يشاركني كافة الأردنيين برفع اسمى ايات التهاني والتبريك الى شعب مملكة البحرين الشقيقة بهذه المناسبات المباركة , نعم لان البحرين هي القلب و العين .
نبتهل الى العلي القدير ان يمن على مملكة البحرين الشقيقة و قيادتها الحكيمة و شعبها الكريم كل الامن و الامان والتقدم و الازدهار.
وبهذه المناسبات المباركة و خاصة اليوم الوطني لمملكة البحرين الشقيقة لا بد من التعريج على العلاقات البحرينية الأردنية التاريخية ، حيث تربط بين قيادتي البلدين ممثلة بجلالةً الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله وأخيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله علاقات متميزة ، وتعتبر هذه العلاقات انموذجا ومثالا يحتذي به في العلاقات العربية و الدولية .
نعم كما اشار سعادةً سفير مملكة البحرين في الاردن الاخ ، أحمد بن يوسف الرويعي ، ان العلاقات بين البلدين الشقيقين الاردن و البحرين علاقات متينة راسخة و اخويةً ومميزة تجمع القيادتين الحكيمتين والشعبين الشقيقين في الأردن والبحرين، والحرص المشترك على تعزيزها والارتقاء بها في جميع المجالات السياسية و الاقتصادية و العلمية و الثقافية بما يحقق المصالح المشتركة وتكثيف التعاون والتنسيق بين المؤسسات في البلدين الشقيقينً.
نعم , ترتبط كل من مملكة البحرين والمملكة الأردنية الهاشمية بعلاقات تاريخية في كافة المجالات السياسيــــــة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتعاون الامني و العسكري . وتتميز هذه العلاقات بأنها علاقات متميزة ضمن أسس راسخــــــه تجسدت ضمن الرؤيا المتبادلة للقيادتين الحكيمتين، هذه العلاقة المبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. هذا وتعبر مملكة البحرين دائماً عن تقديرها الكبير وعرفانها للمواقف الأردنية الشجاعــــــة الداعمه والمساندة الدائمة والمستمـــــرة لأمن واستقرار مملكة البحرين، علاوة على المحبـــــة والتقدير والاعتزاز لما يجمــــــــع البلدين الشقيقين من العلاقات الأخوية منذ الاستقلال على مستوى القيادة ومستوى الشعب.
ان مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين هي مجالات راسخة ومتجذرة وعلى كافة الصعد، وتزداد عمقاً واصالة وتطوراً مع مرور الأيام والسنين. هذا وقد حرصت قيادتي البلدين الشقيقين على الإرتقاء بهذه العلاقات إلى ارقى معانيها لتشكل حاله تشابكية فريدة منسجمة انسجاماِ كلياً وتصب في الصالح العام للبلدين , وتحقق طموح القيادتين الحكيمتين والشعبين البحريني والأردني . حيث كان لهذه العلاقة بعدا استراتيجيا في كافة مناحي الحياة التي تمس العلاقة بين البلدين و في كافة الميادين، و من المعلوم ان هذه العلاقة قطعت شوطا كبيرا من التطور والنماء والتعاون على كافة الصعد والمستويات.
من جهة اخرى تشهد العلاقات الاردنية البحرينية تطورا في مجالات التعاون الاخرى مثل الشؤون الاجتماعية والأسواق المالية والمصرفية وشركات الاتصال وخدمات البنوك وخدمة الانترنت والعلاقات الثقافية والفنية والسياحية وخطوط الطيران .
بنفس الوقت هنالك العديد من الاتفاقيات و مذكرات التفاهم و التعاون و البرامجً و البروتوكولات الموقعة بين البلدين في المجالات التعليمية والثقافية والإعلامية والاقتصادية والشؤون الصحية والعلاجية والرياضة والنقل الجوي والبري والتعاون العسكري و الامني والشرطي والجمارك . حيث بلغ مجموع التبادل التجاري بين البلدين بحدود ١٠٠ مليون دولار
و من المعلوم ان مملكة البحرين قد انتهجت سياسة الاعتدال و الاحترام المتبادل و عدم التدخل في شوءون الدول الاخرى . هذه السياسة انطلقت من حكمة و عقلانية جلالة الملك حمد حفظه الله و بتنسيق و التشاور مع اخوانه الزعماء العرب ، مع التاكيد على حق الفلسطينين باقامة دولتهم المستقلة القابلة للحياة على حدود الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ و عاصمتها القدس الشرقية ، علاوة على العمل على حل القضايا العالقة في المنطقة و العمل على تحقيق الامن و الاستقرار و السلم في منطقة الخليج العربي . كما يجمع البحرين والأردن سياسة وسطية انتهجها البلدان الشقيقان، مبنية على الاعتدال والاحترام المتبادل وعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى.
هذا التعاون لم يأتي من فراغ , و انما نابع من ايمان قيادتي البلدين بوحدة المصير المشترك ومن تطابق وجهات النظر في كافة مجالات التعاون بين البلدين .
و في الختام لا بد ان نشيد بمملكة البحرين الشقيقة ملكاً و حكومة و شعباً و هي تحتفل باليوم الوطني لمملكة البحرين هذه المملكة الغالية على قلوب البحرينيين و العرب ، و خاصة ابناء الجالية الاردنية في البحرين و هم يشاركون اخوانهم بهذا العرس الوطني البحريني ، و ما يلاقونه من كل رعاية و تقدير و احترام و في كافة القطاعات التي يعملون بها .
حقيقة يجد المواطن الاردني في البحرين والمواطن البحريني في الأردن كل الترحيب والتقدير والاحترام، علاوة على الحصول على كافة التسهيلات من الجهات الحكومية والجهات المدنية ومن كافة افراد المجتمع في كلا البلدين، وخاصة ان البحرين والاردن يتشاركان في العديد من العوامل المشتركة والعادات والتقاليد والتي تبدو واضحة للعيان لكلا الشعبين البحريني والأردني.
وهنا لا بد من الإشادة بدور سعادة سفير مملكة البحرين السيد أحمد بن يوسف الرويعي الذي يعمل جاهداً على تعزيز العلاقات بين البلدين وفي كافة المجالات . ولا بد من الاشارة الى الزيارة الكريمة لمعالي وزير الخارجية البحريني الدكتور عبد اللطيف الزياني التي قام بها الى الاردن بتاريخ الثلاثين من الشهر الفائت , حيث كان في استقباله معالي وزير الخارجية و شؤون المغتربين السيد ايمن الصفدي , حيث تم استعراض التطورات الاقليمية و سبل التعامل معها بما يسهم في حل الازمات في المنطقة و خدمة القضايا العربية و تعزيز الامن و الاستقرار, و كذلك استمرار التنسيق والتشاور حول اليات تفعيل التعاون تجاه التطورات الاقليمية و الدولية .
و في الختام ندعوا الله عز وجل ان يديم الامن والأمان والتقدم والازدهار على مملكة البحرين الشقيقة، متطلعين الى مستقبل زاهر والى تعاون مثمر في كافة مجالات الحياة لما فيه خير البلدين وخير الشعبين الشقيقين، وان يحفط المولى عز وجل مملكة البحرين والشعب البحريني الشقيق بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة وولي عهده الامين سمو الأمير سلمان بن حمد ال خليفه حفظهم الله.