يقول سلام فياض رئيس الحكومة الفلسطينية ، ان الدولة الفلسطينية ، ستقوم قبيل نهاية العام المقبل ، وقبيل شهر آب من عام ,2011
لن تكون هناك دولة فلسطينية ، لا على كل الضفة الغربية ، ولا على ربُعها ، لان اسرائيل ببساطة تعتبر الضفة الغربية ، يهودا والسامرة ، ولا يوجد مسؤول اسرائيلي واحد يجرؤ على الموافقة على السماح بقيام دولة فلسطينية. هذه هي الخلاصة.
لن تكون هناك دولة فلسطينية ، ولن يكون هناك اي مشروع فيدرالي او كونفدرالي ، مع الاردن ، ولن تعيد اسرائيل الضفة للاردن ، ولن تقبل بأي دور اردني ، او عربي ، او دولي ، في الضفة الغربية. السبب في ذلك بسيط. اسرائيل تريد الضفة الغربية لها. والقدس لها. والجدار العازل مجرد حل مؤقت ، لاراحة الرأس قليلا ، لاكمال الاجزاء الاخطر في المشروع الاسرائيلي.
ما نحن امامه ، اخطر بكثير مما يحلم به البعض. مشاريع التهجير ، وتحطيم المشروع الفلسطيني ، والتخلص من الفلسطينيين ، والسطو على موارد الضفة الغربية ، من مياه وغيرها ، هو أهم لاسرائيل من اقامة دولة فلسطينية. العالم يتواطأ سرا مع اسرائيل في هذه القصة. والاطراف الدولية تردد كلاما للضغط اللغوي على اسرائيل ، ارضاء للعرب ولاطراف اخرى ، وهي لن تُسلم مترا في القدس ولا الضفة الغربية ، لاقامة دولة فلسطينية. هل نحن عاقلون حقا ، لنصدق ان اسرائيل ستقبل قيام دولة فلسطينية ، الى جانبها ، تنشد اليها انظار الفلسطينين في العالم معنويا ، وبشريا وعاطفيا وسياسيا واقتصاديا.
سلام فياض متفائل. ولا اساس لهذا التفاؤل. لان اسرائيل لن تقف عند ما يُسمى قرارات دولية ، ولا عند ضغط دولي. الدولة الفلسطينية مشروع يناقض مشروع اسرائيل. اسرائيل تُعرّف نفسها بأنها من النيل الى الفرات ، واذا كان الشعار تضرر على الارض كثيرا بفعل المقاومة وعوامل اخرى ، فهذا لا يعني ان اسرائيل ستأتي غدا وتُسلم الضفة الغربية والقدس الشرقية او ربع الشرقية الى العرب ، او الى الفلسطينيين. معنى الكلام ان السلام بالمعنى الذي يتحدثون عنه لن يتم. واسرائيل حولت الضفة الغربية الى مُجمعات سكانية ترعاها بلديات ، وتقدم ما هو ممكن من خدمات الرعاية الصحية والتعليم والغذاء والماء ، مثل اي تجمعات سكانية اخرى ، لا صلة سياسية بينها وبين بعضها البعض.
تنازلوا عن فلسطين الثمانية والاربعين واعترفوا بحق اسرائيل في الوجود ، ودولتهم ، وبتنا نفاوض على الضفة الغربية ، وسنصحو غدا ، امام التفاوض ، على الحواجز والممرات ، وعلى ضريبة البنزين والسولار ، وواردات الضرائب ، لاننا تنازلنا عن الاكبر ، فلماذا يقفون عندنا حين نفاوضهم على الاقل والاصغر. لماذا لا نعترف علنا بأن عملية السلام قد انتهت ، وانها ميتة منذ زمن بعيد ، بدلا من مواصلتنا الحديث عن الدولة الفلسطينية التي لا تقوم ، ومواصلتهم بناء المستوطنات واكمال مداميك مشروعهم ، ونحن في قمة الخدر والغياب.
mtair@addustour. com. jo
الدستور