ايام كان للكلمة وزنها… وللمقالة أثرها وقيمتها...وكان كتاب الأعمدة شخصيات مشهورة وطنياً، نعرفهم ونقرأ لهم ونحن طلبة يافعين، وأذكر انني كنت اتابع كتابات؛ طارق مصاروه وابراهيم سكجها و محمد طمليه ويوسف غيشان وفخري قعوار وغيرهم… رحم الله من غادر هذه الحياة منهم وامد الله في أعمار الأحياء… .ما زلت أذكر ما قاله فخري قعوار عن الأردنيين في إحدى مقالاته، بأننا شعب زعلان… (يعني بيهاوش حاله)، انتقل الزعل من الشعب إلى الحكومة إلى المؤسسات إلى كل شيء، افتقدنا الروح السمحة في التعامل، و أسأل نفسي دائما؛ لماذا نفتقد الود في تعاملاتنا..! في سلوك الحكومة تجاه الشعب عدائية وتربص، في سلوك الشعب تجاه الحكومة شك وعدائية وإنعدام ثقة، في الجامعات ومؤسسات التعليم العالي لا تجد وداً ولا صيغ احترام في الكتب الرسمية، تجد أوامر مقرونة بالتهديد والوعيد، تجد لغة جافة تفتقد لروح الود وحسن التعامل، تقرأ خطاباتنا وكتبنا وتعميماتنا فلا تجد إلا؛ تأبط شراً بين ثنايا الجمل والكلمات، وهذا يعبر عن نفسيات من يكتب ومن يعبر..بتحليلات علم النفس، كل الشعوب لديها مشاكل ولكنها تلتمس الود وتعيش حياتها، وتبقى اللمسات الإنسانية موجودة في جميع سلوكاتهم.
ما دفعني للكتابة بهذا الموضوع؛ إيميل وصلني من المنظمة الدولية للتعليم المهني والتدريب IVETA ، كوني عضواً فيها، بمناسبة قرب إنتهاء العام الحالي 2020 وحلول العام الجديد 2021 وأترجم حرفيا ما وصلني:
عزيزي مفضي المومني ،
يقترب عام 2020 من نهايته ، ويحمل معه بعض الأمل - بعض اللقاحات الجديدة ، ومجتمع عالمي أكثر حكمة، والمزيد من التعاون من خلال التكنولوجيا أكثر من أي وقت مضى.
لقد اختبر هذا العام قوة ممارسي التعليم والتدريب التقني والمهني في جميع أنحاء العالم. كانت الاستجابة للفوضى الناجمة عن الفايروس هائلة ، وكان معظم الأشخاص في الخطوط الأمامية يأتون من خلفية التعليم والتدريب التقني والمهني، وسارعت المدارس والجامعات لنقل دروسها عبر الإنترنت ، تعلم الناس كيفية استخدام الإنترنت لإبقاء أنفسهم مشغولين.. ولإيجاد طرق أكثر إبداعًا لتحفيز أنفسهم.
إذا كان هناك أي شيء ، فقد أظهر الوباء للعالم أهمية التعليم والتدريب التقني والمهني، نحن ندعوكم أعضائنا إلى أخذ زمام المبادرة والحفاظ على الشعلة متوهجة، والمشاركة في المنتدى الدولي للمهارات..وإن كان عبر الإنترنت لا تدع هذا يمنعك من المشاركة، ورغم ذلك ومع اقتراب العالم من الأعياد ، خذ بعض الوقت لتخبر عائلتك وأصدقائك كم يعنون لك.
شكرا لدعمكم المتواصل. نراكم في 2021!
اللجنة التنفيذية الخاصة بـ IVETA) International Vocational Education and Training Association).
لاحظوا وأقرأوا هذا الخطاب السلس والمعاني الكبيرة والروح الطيبة المفعمة بالإنسانية والعملية التي يحملها، لماذا نفتقد كل هذا في مخاطباتنا، لماذا إداراتنا ونحن نتأبط شراً في حياتنا ومعاملاتنا، لمذا تقود البعض الروح العدائية في التعامل مع الآخر، أسئلة كثيرة أدخلتني في مقارنات تخلو من المقاربات بين واقعنا المؤسف، وواقعهم المشرف، اسئلة كثيرة تقودنا إلى أننا بحاجة لتربية غير التي تقود سلوكنا الحالي، لنعترف أننا بحاجة لاستعادة الثقة والروح… وبعض الود لنعود إلى إنسانيتنا وننزع ثوب الزعل والشيطنة الذي تقمصنا وتقمصناه… حمى الله الأردن.