عن الكونفدرالية .. والدنانيرية .. وخنفشاريات النخبة !!
ابراهيم حامد المبيضين
12-06-2007 03:00 AM
كان آرثر تومبسون يقول : إن الأفكار الواضحة في عقول الرجال المتحمسين وأصحاب الإرادة القوية هي أقوى عوامل التغيير في العالم. ولكن تومبسون هذا لم يعش في الأردن ولم تكن له وحدة زراعية في الشونة ولم يجرب التعامل مع أمانة عمان ولا زار بعض الصالونات السياسية التي يشرعها بعض الباشاوات والبكوات أنصالا من حديد ساخن ينغرس في لحم الأردنيين وفي خاصرة المسيرة الأردنية . ولو كان عاش تومبسون هذا عاش في الأردن لقال غير ذلك . بل ربما قال إن صوت الدنانير ورقص الدولارات والأفكار الغوغائية والشعارات الفارغة والتلكك السياسي وشللية بعض أصحاب القرار ومن يشار إليهم على أنهم النخبة ، تستطيع أن تودي بأروع الأفكار وان تعطل إرادة الأقوياء وتقف في وجه عوامل التغيير ..نقول ذلك ونحن نطالع أخبار أمانة عمان ابتداء من حفل عيد ميلاد أمينها إلى انخراطها حتى النخاع في عالم البيزنيس والمبزنسين . ونقول ذلك ونحن نستعرض المشكلات التي يحاول كثير من المسئولين افتعالها وخلقها من اللاشيء ثم إلقاءها على كاهل مؤسسة الديوان الملكي ، ما يدعو جلالة الملك للتدخل في كل صغيرة وكبيرة ، ابتداء من مقالة يكتبها شخص ما زال يعيش أحلام الأمس الغابر ، وانتهاء بشخص مسئول يحول أحلامه الشخصية إلى كوابيس للمواطنين ..
وإذا كان تشرشل قال قديما أن جميع الأحزاب تصاب بالتسمم جراء ابتلاعها لتصريحات زعمائها .. فان تصريحات بعض نخب المجتمع الأردني والمسئولين الحكوميين لدينا لا تكتفي بتسميم الأجواء من حولنا وتسميم أفكار المواطنين والمزاج العام ، بل تعمل أيضا على تسميم مشروعاتنا النهضوية .. لا لشيء إلا لان البعض لا يريد لهذا البلد أن يرتاح ويتقدم.. والسيناريو معروف دائما :
مثلا: يستقطب مشروع ملكي واعد المواطنين، إذ منهم من يستفيد منه مباشرة ومنهم من يدعمه لقناعته به ومنهم من يعمل لأجله.. وهكذا تتشكل حالة من الرضا الشعبي في البلاد، وتتراجع بعض الملفات التي كانت دائما آلات احتقان وأجهزة تفجير.. وهذه الحال بالطبع لا تعجب المشككين وأصحاب الأجندات الشخصية ، وبالتالي فلا يكون أمام هؤلاء إلا استحضار وصفاتهم المعلبة من خزائن طيب الذكر السيد قراقوش ، وإطلاقها بين الناس ، أو تحويلها إلى أوامر وفرمانات حكومية واجبة التنفيذ .. وما هو إلا يوم أو بعض يوم ، ويتعكر المزاج العام في كل الوطن ، وتغلب السلبية والتشاؤم على رؤى الناس .. إلى أن يتدخل البلاط الملكي ويعيد الأمور إلى مجاريها..
إن التشكيك المطروح حاليا في الساحة الأردنية تجاه بعض الثوابت التي نشأنا عليها ورضعنا حليب أردنيتنا ممزوجا بها ، هو تشكيك شخصي محض .. وان البناء عليه لا يقود إلى حقائق جادة اللهم الا حقيقة أن النفر المشكك من المأزومين سياسيا ومن الذين لا يريدون لهذا الملف أو ذاك أن يغلق ، لأنه يحمل معه أكسجين حياتهم السياسية المشكوك في مدى صلاحيتها، أو جلوكوز جيوبهم وحساباتهم البنكية المرشومة بألف علامة استفهام ..!!
ويا أيها المتشائمون والكونفدراليون والمشككون والمسئولون العاطلون عن الانجاز : رجاءا حارا .. اتركوا للأردنيين بعض الوقت كي يتنفسوا بعيدا عن روائح وعفونة الأجندات الشخصية التي تتوهمونها أو تحلمون بها.. وإذا لم يكن لديكم عمل فدعوا الآخرين يعملون .. والسلام ختام .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* كاتب ومستشار إعلامي / البحرين
Kateb99@gmail.com