لا تزال حالة السقوط التي نعيشها مستمرة بأيدينا وأيدي أبناء عمرو !! فالتسبب في إسقاطها لم ولن ينقطع لان المولى جل وعلا قال ( ولا يزالون يقاتلونكم) فلا غرابة ولا شكوى فليس لعاقل أن يتوقع من عدوه أن يرشقه بالورود.
لكن الغرابة أن نصير مثل أولئك الذين ( يُخربون بيوتهم بأيديهم ) ومظاهر استمرار اسقاطنا لأنفسنا كثيرة:
_ انعدام الثقة بين الشعوب والسياسيين حيث راح الناس يبحثون عن لقمة العيش بينما السياسيون يعقدون الصفقات الشخصية متناسين أنهم يقسمون ( وأن اخدم الأمة ) فما الخدمة التي قدموها؟!! .
_ الخدمة السياسية غير موجودة فنحن في قعر وادي الأمم ولم نحدد هويتنا السياسية ولا طريقنا السياسي . لقد صارت السياسة مكانا" لعقد الصفقات الشخصية وتحول سياسيون إلى تجار وتم ترسيخ مبدأ النفعية من الإدارات وتم وضع سعر لكل راغب في البيع والشراء وغابت المبادئ وأرادوا لها الغياب . ووصلنا إلى حد قلب ظهر المجن لمعتقدنا وعروبتنا ووطنيتنا وصار الركوع أمام الصهاينة سياسة وراح قوم يبكون عند حائط المبكى ويصلون صلاتهم باسم المرونة والتقارب وكأننا مسؤولون عن اضطهاد أوروبا نكفر عن غيرنا الخطايا . وانبرت عمائم تلعب بالدين وتفصله وفق رغبة " ولي النعمة " " ولي الرشوة " " ولي الأمر" وصار رجال الاسلام بين طريد وقتيل وشريد لان كلمة الحق ما عاد لها مكان وعلى أقل تقدير يتم تكميمه بطريقة ناعمة ويسمح له بتحويل الاسلام من حديث عن العالم والبشر والحرية والكرامة والعدل والإحسان إلى الحديث عن عذاب القبر والحيض والنفاس والطلاق وصدقة الفطر وطول اللحية !! وما عادت المنابر إلا للتلميذ المطيع والعبد المأمور !!
_ والخدمة الاقتصادية واضحة باتساع جيوب الفقر وازدياد جيوش البطالة وارتفاع المديونية التي رفع أرقامها رؤساء أوقعوا الوطن في بحر المديونية وأداروا ظهورهم وصاروا يتنافسون في أرقام الاقتراض وصارت سنة أن لا يقدموا موازنة الا بعجز يعني بالضرورة الاقتراض دون أن نرى أثرا" لهذا الاقتراض في بناء المدارس والمستشفيات والسدود . كنا قبل عشرين سنة نسدد ( ربا ) عفوا" ( فوائد ) الدين بمبلغ ٥٠٠ مليون يوم كانت المديونية عشرة مليارات فما بالك الان ؟! .
_ وخدمة الأمة واضحة في الرواتب الفلكية التي يلهطها مسؤولون لا يصدقها الناس ( ثلاثون ألف دينار ، عشرون الف دينار ، خمسة عشر ألف دينار ) بينما عامة الناس ٤٠٠ دينار !! .
_ وخدمة الأمة عبر تدمير صحتها حيث الدخان والأراجيل والمخدرات تفتك بشباب البلاد من الجنسين بل تجاهل تام لقانون الصحة العامة من نواب الأمة حيث التدخين تحت القبة !! وفي المستشفيات !! وفي المكاتب الحكومية والخاصة.
_ وخدمة الأمة عبر إعلام التطبيل والتزمير الذي يستضيف المرضي عنهم ويقصي ويبعد من يريد قول منطق وعقل وحق عبر القوائم السوداء التي تتضمن أسماء من يجب حجبهم ومن يجوز حضورهم !! .
_ وخدمة الأمة عبر إسناد الإدارات للبطانة سواء كانت جامعات أو مجالس إدارة أو سفارة أو تمثيل الحكومة في الشركات وكلها بأسلوب ( نفع واستنفع) ولا علاقة لذلك إلا بخدمة الأمة حيث الشلل وأصحاب السهرات الجميلة يقررون ما يجب أن يكون عليه الحال .
السقوط مستمر ولكن إلى متى ؟ أليس منكم رجل رشيد ؟