تاريخنا الشفوي وأهمية توثيقه
هشام الخوالدة
14-12-2020 08:52 PM
ربما يتسع ثوب الصمت و تضيق ياقة البوح عند الأمهات اللواتي تشابهت قصصهن مع قصتها.
عفوية الحجة أم ممدوح وحديثها باللهجة البدوية البسيطة أثناء مقابلة أجراها معها بلال العجارمة لفقرته في برنامج يسعد صباحك كفيل برفع هرمونات السعادة عند كل من يسمعها.
رغم فيض المشاعر التي أشعلتها أغنية "ايووه قلبي عليك إلتاع" للمطرب السعودي محمد عبده لابد من الالتفات إلى المخزون المعرفي لدى أم ممدوح والتي تحدثت فيه عن حقبة ليست ببعيدة من حقب الدولة الأردنية، ففي طيات حديثها تكلمت عن أسلوب حياة ونظام علاقات اجتماعية كان مبني على البساطة و العفوية.
في تلك الحقبة وصل التلفاز إلى البادية قبل وصول الكهرباء وهو ما استدعاهم إلى تشغيله باستخدام بطاريات "الحصنية" وهي الشاحنة التي يستخدمها البدو في جلب المياه والأعلاف إلى أغنامهم من المدينة.
الحقبة التي تحدثت عنها أم ممدوح كان الأردنيون فيها يحبون الحسين بالفطرة بعيداً عن شعارات الولاء والانتماء إن كانوا يعرفونها أصلا، كل ما كانوا يقومون به أنهم "يقحرو" أي أنهم يتقدمون زحفاً وهم في وضعية الجلوس بإتجاه التلفاز كلما شاهدوا لقطة يظهر بها الملك حسين.
يُجمع الأغلبية أن فقرة بلال العجارمة التي يعرفها الجميع أجمل ما يُعرض على التلفزيون الرسمي، وجود بلال بلهجتهِ البدوية وسحنتهِ التي تشبهنا أصبح علامة فارقة في برنامج يسعد صباحك الأشهر عند الأردنيين فهو يعيدنا إلى فقرة المرحوم جهاد جباره الذي طاف الهضاب والقيعان وجلبها إلى شاشة التلفزيون، ويعيدنا إلى فقرة نجاح المساعيد في ذات البرنامج بمدرقتها وعصابة رأسها رغم صغر سنها في تلك الفترة.
من وجهة نظري أن السر في نجاح العجارمه وجبارة والمساعيد هو وصولهم إلى الأطراف و إيمانهم بأن الأردن ليست عمان.
من جانب آخر يمتلك الاردن مخزون هائل من التاريخ المحكي أو الموروث الشفوي يجب الإسراع في توثيقه ونقلة من الصدور إلى السطور من قِبل مؤسسات الدولة الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني لسهولة الرجوع إليه في أي وقت، وحتى لا يذهب بذهاب حفاظه.