طاهر حكمت .. القاضي والسياسي النظيف
د.خالد يوسف الزعبي
14-12-2020 01:50 PM
تعرفت على طاهر حكمت عام 1989، حينما كنت محاميا متدربا، وكان هو محامياً يترافع في قضية في قصر العدل القديم.
شد انتباهي في لغته القانونية ودفاعه عن موكله بشجاعة وحرص ليس له حدود، واستمرت العلاقات الاخوية بيننا حيث كان يتابع مقالاتي في الصحف الرأي والدستور وبعض اللقاءات على التلفزيون الأردني، الى ان حصلت بالصدفة بيننا أنني كنت وكيل لاحد التجار وكان هو واخيه المحامي بهاء رحمه الله وكيلاً عن الطرف الآخر، فاعجب بالعلاقة والتعامل والزمالة والخصومة ومدى الزخم القانوني والفقه والاجتهادات التمييزية التي قدمت من قبلي في القضية، وبالنتيجة تم حل القضية بالتراضي وخرج أطراف النزاع أحباب.
في الاعوام 98 و99 و2000 أصبح رئيسا للمجلس القضائي ورئيسا لمحكمة التمييز..
طاهر حكمت كان قاضيا نزيها عادلاً شريفا نظيف اليد والخلق، كان حريصاً على سمعة القضاء والقضاة والمحاكم الأردنية، مدافعاً عن اسقلال القاضي وحيادة ونزاهة السلطة القضائية.
طاهر فقيه دستوري قام بإدخال 42 تعديلا على الدستور الأردني في ثورة التغيير والربيع العربي، وكانت التعديلات الدستورية تتعلق بالحقوق والحريات العامة، والإصلاحات الديمقراطية والسياسية، حتى أصبح الدستور الجديد من أفضل الدساتير العربية.
طاهر حكمت القاضي ورئيس المحكمة الدستورية العليا، عمل على إرساء القواعد الأساسية والفقهية والدستورية في الأحكام التي صدرت في مجال القضاء الدستوري.
رحمة الله عليك طاهر حكمت.. كنت قاضيا نزيها شريفا نظيف اليد واللسان رجل قانون وفقيه دستوريا، احبك من عرفك وتعامل معك لأنك لطيف وعلى خلق عال.
كنت تحب العمل بصمت وخلف الأبواب المغلقة.. عملك وإنجازاتك شاهد لك وسوف يخلدك التاريخ في مسيرة القضاء الاردني والدستورية والسياسية والحزبية والديمقراطية والبرلمانية.
رحمك الله والعزاء للأهل والأقارب لأسرة القضاء والوزراء والاعيان والاسرة الأردنية بفقدان الفقيه الدستوري المدافع عن الأردن.
الى جنات الخلد والفردوس الأعلى من الجنة إن شاء الله.