facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




حضر العالم وغاب العرب في قمة المناخ


عمر الشوشان
14-12-2020 10:04 AM

ليلة البارحة عقدت قمة الطموح المناخي الإفتراضية أستضافتها المملكة المتحدة والأمم المتحدة وبالتعاون مع إيطاليا والتشيلي، تحدث بها رؤساء ورؤساء وزراء الدول الاقتصادية الكبرى والدول النامية على حد سواء، بالإضافة لرؤساء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار وشركة ابل. الملفت للانتباه غياب الصوت العربي، سوى مشاركة خجولة من العراق، وحضور بارز لبنيامين نتنياهو من الكيان الصهيوني المحتل ليتحدث عن الشراكة المناخية مع شركائه الجدد.

العالم بلا أدنى شك سيدخل حالة الطوارىء المناخية الذي دعى لها الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيرش، وستكون على أربع مستويات، المستوى الأول الإجراءات الطموحة في خفض الإنبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري والوصول إلى الحياد الكربوني في عام ٢٠٥٠، الذي يهدف للحفاظ على إرتفاع معدل الحرارة عند درجة ونصف مئوية مقارنة إلى المعدلات ما قبل الثورة الصناعية، المستوى الثاني يتعلق في إجراءات التكيّف للحد من آثار ظاهرة التغير المناخي في جميع القطاعات وخاصة تلك التي تتعلق في منظومة الأمن الإنساني الشامل، والمستوى الثالث يتمركز حول آليات التمويل المناخي لخدمة المستوى الأول والثاني، والمستوى الرابع يعتمد على مدى التعاون الدولي لتنفيذ مقررات إتفاق باريس التاريخي، وإلتزام الدول الموقعة عليه في مساهماتها المحددة الوطنية، واتخاذ إجراءات عملية لخفض الإنبعاثات في مقدمتها ثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان.

عودة الإدارة الأمريكية إلى إتفاق باريس سيشكل دفعة قوية لمسيرة الجهد الدولي في التصدي لظاهرة التغير المناخي، ليس أدل من اختيار وزير الخارجية السابق جون كيري مبعوثاً رئاسياً للتغير المناخي والذي كان الممثل لإدارة اوباما السابقة في التوقيع على اتفاق باريس التاريخي قبل ٥ سنوات.

آل غور المرشح الرئاسي الأسبق والناشط المناخي العالمي وجه رسائل متعددة خلال مقال له ليلة أمس في نيويورك تايمز، حث الإدارة الأمريكية الجديدة في إستعادة دورها القيادي في العمل المناخي، وأهمية التحولات الجذرية في شكل العالم القادم حين ذكر مقولة لوزير النفط السعودي قبل عشرين عام " أن العصر الحجري انتهى ليس لقلة الحجارة، وعصر النفط سينتهي ليس لقلة النفط" وهذه إشارة إلى ما سيشهده الاقتصاد العالمي وقطاع الطاقة تحديدا، الذي سيجنح بقوة تجاه الطاقة المتجددة ومصادر طاقة المستقبل الجديدة، ما ألمح إليه الرئيس الصيني ورئيس وزراء الهند واليابان وكوريا الجنوبية على حد سواء.

المنطقة العربية بالرغم أنها من أكثر المناطق هشاشة في التصدي لظاهرة التغير المناخي إلا أنها غابت بشكل واضح عن قمة الطموح المناخية وكأنها خارج الحراك العالمي، ويمكن أن أعزي ذلك لسيطرة برميل النفط على قرار العربي في قضايا المناخ عموما ومنذ إنطلاقة الإتفاقية الإطارية للتغير المناخي في بداية التسعينيات من القرن الماضي.

العقد القادم سيشكل علامة فارقة في التاريخ الإنساني الحديث، والمملكة المتحدة تجمع كل قواها الدبلوماسية لرفع الراية من جديد في قمة غلاسكو-اسكتلندا والتي أرجىء إنعقادها للعام المقبل بسبب جائحة كورونا.

الحراك الشبابي العربي في هذا الإطار فاعل جدا، وسيشكل قوة ضاغطة على مراكز صنع القرار للحاق في الركب العالمي قبل فوات الآوان، والأردن والمغرب وتونس ستكون لها دور طليعي في المرحلة المقبلة إذا استثمرت فرصة التمويل المناخي والعلاقة الإستثنائية مع الجوار الأوروبي.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :