مركز الامن الغذائي العربي!
د. عدنان سعد الزعبي
13-12-2020 05:34 PM
التعاون العربي وتعزيز العمل العربي المشترك شيء جميل يعيش في ثوابتنا واولوياتنا، ولطالما قدمنا الكثير الكثير في سبيل تكريس هذه المبادئ وتطويرها وخاصة بين الدول التي تشترك في الظروف والتحديات.
وقد كان الاردن من اوائل من ترجم ذلك من خلال التنسيق مع العديد من الدول العربية في سبيل تفعيل العمل العربي المشترك فمشاريع الطاقة مع مصر العربية, والربط الكهربائي العربي واقامة مشاريع الملاحة, وجميعنا يدرك مدى الكلفة التي دفعناها عندما توقف الغاز المصري وكم هي الديون التي تحملناها في سبيل توليد الطاقة بالوقود العادي بدل الغاز الذي توقف مرات ومرات دون ان يكون هناك شروط جزائية تخفف على الاقل ما تكبدناه من خسار نحن لسنا سببا بها.
وكذلك مشروع انبوب النفط العراقي الاردني الذي ما زلنا ننتظر تنفيذه رغم اننا وقعنا اتفاقيته وما زال ينتظر الواقع السياسي العراقي ليصفح للمسؤولين العراقيين بتنفيذ المشروع الذي تكمن فوائده للبلدين الشقيقين. ناهيكم عن آلاف المصانع التي اقيمت في الاردن من اجل السوق العراقي وبناء تكامل اقتصادي بيني مشترك خاصة بعد ان اغلقت حدود العراقمع كل المحيط ما عدا الاردن وايران جراء هذا التوتر وهذه الازمات التي عاشتها منطقتنا منذ بداية التسعينيات من القرن الماضي.
بناء التكامل والتعاون الدائم يجب ان يبنى على كفاءة الاتفاق وعدالته وشموليته وموضوعيته بعيد عن التفرد او الاحتكارمن احد على حساب احد ، او لمجرد البحث عن اسواق , فالتكافؤ والاتفاق الكفوء هو الذي يتساوى به الجميع بالفائدة وتحقيق المصالح وهو الذي يعيش ويرضي الجميع.
مركز الامن الغذائي العربي والتكامل الاقتصادي العربي , والتعاون المائي والبيئي العربي , والتنسيق السياسي والدفاعي العربي ..الخ جميعها تطلعات وطموحات , وكم هي النداءات والصرخات التي صدحها ابناء الامة نحوتحقيقها وبناء التكامل العربي وخطط مارشال التي ستجعل من الامة والوطن العربي والاسلامي نموذج العالم واسياده . ولكن هيهات . ؟؟!!
الطموح كبير والتجارب مرة فهل تصدق النوايا فعلا وتترجم هذه اللقاءات الى عمل ام هي برتكولات تذهب مع الريح .
الدول الثلاث فيها ميزات لو تكاملت وبنوايا صادقة لاستطاعت ان تشكل بناء قويم لمستقبل التعاون والاتساع به ليشمل دول ودول وعدم ترك العديد من دوله لقمة سهلة تدخلها اسرائيل من ابواب واسعة . فالسودان وحدها تستطيع كفاية وطننا العربي وصنع امنه الغذائي ولكننا فشلنا كوننا لا نملك الارادة , فهل ستنجح اسرائيل بسلخ من تملك امننا الغذائيا عن جلد اهلها وعروبتها ؟
الناس في الاردن والوطن العربي ملت كثرة التصريحات والعديد من البيانات والاستعراضات , لانها تريد طحنا لا طقطقة . تريد انجازا لا تنظير وزيارات . فهل الظروف القادمة يمكن ان تساعد في تحقيق بعض الطموحات ام ستمضي باللهاث وراء امل من الصعب تحقيقه .