شد الكثير من الرجال الرحال من الأردن إلى سوريا ولبنان لقضاء عطلة العيد وكان اغلب الرجال يذهبون بدون زوجاتهم تاركيهن خلف الأبواب مع الأطفال يعانين شقاوتهم وعفرتتهم وعندما تسال أحدهم هل ستأخذ زوجتك معك يضحك ويقول :هل اخذ معي سندويشة آكلها في أرقى المطاعم ...؟
هكذا يطلق على الزوجات بالسندويشة مقارنة بالفتيات الجميلات التي يوصفن بالوليمة الشهية، هذه الأسماء لا تلتصق إلا بالزوجات ولو حاول احد ما أجراء دراسة للأسماء التي تطلق على النساء من قبل الأزواج العرب لأصدر قاموسا يطلق عليه (أسماء الزوجات في السهرات) حيث يكثر تداول هذه الأسماء في سهرات الأزواج خاصة حيث السخرية من النساء وقدحهن، هو من حواضر الخطاب اليومي، وملح الطُرف الرجالية.
فترى مثلا خلال تدخين الارجيلة في غرفة لا يكاد يرى من بداخلها تسمع بأن «النساء كالزيتون لا يأكل إلا بالرصّ» و«المرأة كالسجادة العجمية تزداد تألقا بالدعس». أما المرأة العاملة فهي «بقرة حلوب» والقبيحة «سندوتش» إذا ما قورنت بالجميلة التي هي أقرب إلى «وليمة» شهية.
في كل البلاد العربية، نسمع مثل هذه العبارات التي بدأت منذ أن كان على الزوج قطع راس القط من ليلة الدخلة وصار أخرها أن المرأة لحم مكشوف تنتظر أن تأكله القطط.
لكن تلك السندويشة والسجادة العجمية استطاعت كسر الحصار عن مسجد طوقته الدبابات الإسرائيلية وسط بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة بعدما لجأ إليه بعض الفلسطينيين.
تحدت النساء الفلسطينيات الدبابات والمدرعات الإسرائيلية يحملن بأيديهن الطاهرة المطهرة أغصان الزيتون ويدافعن بها عن أزواجهن الراكعين والساجدين في المساجد.
نساء بيت حانون طورن أنفسهن ودخلن معترك التحرير والدفاع عن الرجال بمسيرة تقول للعالم نحن لسنا لحم مكشوف ينتظر القطط لتأكله ونحن لسنا بلا دور وعلى هامش الحياة نحن قادرات أن نكون كخولة بنت الازور التي حررت شقيقها والأسرى العرب في معركة اليرموك ووقفت خلف الرجال تحثهم على القتال.
Email: royaalbassam@yahoo.com