ماذا بعد اغتيال فخري زاده في ايران؟
د.محمد جميعان
12-12-2020 12:03 PM
اينما اتجهت يطالعك السؤال ؛ هل ستضرب ايران من جديد؟
وهناك من يطرح هذا السؤال على نحو :
ماذا بعد اغتيال مؤسس النووي في ايران؟
في الوقت الذي اصبح مسلما ان ايران لن ترد على تكرار ضربها، او هكذا اصبح راسخا لدى الراي العام في المنطقة، وكذلك لدى المعنيين بالشان الايراني في العالم بان ايران ليست في موقع الرد، ويسرد البعض اسبابا كثيرة ومتشعبة لتبريره او تحليله.
بينما ينتظر كل هؤلاء والاعلام العالمي معه موعد الضربة القادمة لاهداف ايرانية جديدة، وهناك من يفصل في كيفية الضربة القادمة ويرسمون سيناريوهات، بعضها استخباري محدد، والاخر ضربة صاروخية مدمرة، ولكن جلها يربط ذلك قبيل رحيل الرئيس الامريكي ترامب من البيت الابيض تحديدا.
ما اراه كمتابع بداية، ان الرد الايراني وارد وليس هناك ما يجعلهم يستسلمون لغاية الان، سيما ان منطلقاتها عقائدية ثورية ويهمها كثيرا ما يقوله الراي العام الايراني والمنطقة والاسلامي عموما، ولكن قد يكون الرد ضعيفا ومحددا لرفع العتب وحفظ ماء الوجه، وضمن نطاقات مضمونها ان لا يجلب لها الرد انتقاما امريكيا مدمرا.
اما توجيه ضربة جديدة لايران فارى ان المسالة ترتبط بالمحددات التالية؛
اولا: ان ضرب ايران في الاساس يدخل في اعتبار مؤسسي امريكي يرتبط في سياسات الامن والخارجية التي ترتبط بالامن القومي الامريكي اكثر من ارتباطه بالرئيس الامريكي ترامب الذي سيغادر البيت الابيض.
ثانيا: تشكل ايران في مفهوم الامن القومي الامريكي دولة خارجة عن القانون الدولي وتسبب قلقا دائما للمنطقة والعالم وتشكل تهديدا مباشرا لاسرائيل بمنظومتها النووية والصاروخية البالستية.
ثالثا: من السياقات الماضية ومجمل طبيعة العلاقات، تعتبر ايران هدف دائم اينما توفرت المعلومات الدقيقة والقدرة على التنفيذ الدقيق والتوقت المناسب وموافقة البيت الابيض في المحصلة، سوف يتم التنفيذ، وهذا ما حصل في الاغتيالات الماضية.
رابعا: اصبحت الضربات منصبة في اهداف منتجة وحساسة ودقيقة تشكل ارباكا او اعاقة كبيرة لمشروع ايران النووي والصاروخي وقوتها الضاربة والعقائدية كالحرس الثوري ومنظومات تكنولوجية متقدمة في هذا الاطار..
خامسا : ان حرص امريكا على عدم انهيار النظام في ايران هو الذي يمنعها من توجيه ضربة صاروخية اليها، لان وجود ايران " المذهبية الثورية" ضرورة استرايجية للغرب، وذلك لمواجهة بروز اي دولة سنية او تكتل يشكل قوة كبيرة في المنطقة ويصبح محل تهديد حقيقي لاسرائيل..
سادسا : من هنا ارى ان مسالة ضرب ايران اصبحت مسالة مبرمجة وبتوقيتات مختارة تخدم الغاية الاساس، الى ان تنصاع ايران الى الشروط الدولية والامريكية الجديدة، وذلك باتفاقيات نووية وصاروخية تحجم وتقيد ايران بشكل جذري دائم، واكثر صرامة من السابق بكثير جدا.
لذلك تسعى امريكا الى توجيه ضربات استخبارية عسكرية منتقاة، على غرار اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وكذلك مسؤول المفاعل النووي فخري زاده، باعتبار ان هذه الاهداف تمثل الخيار الافضل وليس الأقوى ، وذلك لتقليم القدرات الايرانية ومنعها من تهديد اسرائيل فقط ، في حين تبقي على قدراتها الاخرى حتى وان كانت تهدد بقية دول المنطقة دون المساس بها او حتى تحذيرها من المساس بها..