عندما نتحدث عن الالهام الذي نريد للأجيال ان تستقى منه الإبداع ، إننا نطمح لوجود الأمل في إطلاق أول مسبار للأمل نحو المستقبل ، ليكون رسالة علم ومعرفة بعنوان لا مستحيل ، رسالة المعرفة لتجاوز الحدود والفضاء الذي نراه لتصل بنا جميعا نحو الاصرار والمثابرة في تحقيق أهداف تخدم مستقبل شبابنا والبشرية .
ان الامل الذي نحلم به ، ان تقوم كل مؤسساتنا العامة والخاصة بالإيمان بالقدرات من خلال تطوير ودعم مشاريع شبابنا وشابتنا في مجال العلوم والابتكار والمعرفة والابحاث وتكنولوجياتها ، الدعم الحقيقي بتبنيها ورصد الميزانيات لتخرج لحيز الوجود من رحم الابتكار الشبابي الأردني ، ما نحتاج اليه حقا إستراتيجية عميقة فيها استشراف المستقبل حيث سيكون للأجيال نماذج يقتدون بها من أبناء وطنهم ، صمموا وشاركوا على مستوي العالم وحصدوا الأوسمة واخترعوا وابتكروا، فوجودنا اليوم منوط بمستوي استعدادنا للمستقبل.
لا أعتقد ان المستحيل يعرف طريقه للمؤمنين بقدراتهم على تحقيق الأهداف ، فمن يدرك ان البشر ذهبوا لاكتشاف كوكب المريخ بعد ان غزو القمر والفضاء ،لن يشك في ان الشباب قادر على نقل المعرفة ومشاركتها ، فهل سيكون إثراء الحياة الحقيقة وأبطالها في مناهجنا الوطنية والمعرفية مصدرًا لإلهام الأجيال .
أقول من منطلق تربوي ومراقبه للحياة التعليمية والحراك الثقافي والمجتمعي، نحن في مرحلة صعبة وخطيرة ستقود المبتكرين من أبناء الوطن للخروج والهجرة بعقولهم وأفكارهم للمجهول بعيدًا عن وطن أحبوه واحبهم ، إن ما نراه اليوم يشعرنا بالفخر مما يقدم الشباب في شتى المجالات وما يجعل الحزن في نفوسهم ونفوسنا أنهم لا يجدون سوي الاطراء والتصفيق والتصوير لانجازاتهم ثم يغادر الجميع مسرعًا ، الهروب من تحمل المسؤلية ونفقات ومصاريف ستجعل من هذه الأفكار حقيقية وواقع ، هكذا يعيش الشاب حالة الإحباط الاشد في تجربتهم، لكن إيماننا المطلق هو في التغيير القادم بروح الالهام للأجيال وانطلاقهم نحو الابتكار والإبداع ، وان لا شىء مستحيل ، وأقول لهم "افتخر وابتكر فالعالم ينتظر منك الكثير".