facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قصص قصيرة جداً: قبل الفناء .. ما يمكن من غسيل؟


حسين دعسة
11-12-2020 12:16 AM

1 - قد ينتهي العام؟

حدثتني عن نهاية العام، قلت هي بضعة ايام!

أحسست بما في روحها من الغضب والنزق والتعب، فأكدت لها انني افهم ما تبصر من الآتي؟

صرخت عبر صورتها في المرآة:

-انت لا تفهمني(....)

قلت لها بهدوء يكاد صوتي لا يتجاوز حلقي، مخزنا ما طاب من دخان الشيشة والشاي بالليمون والنعناع، اجهزت على صحن بشار مفرقع، عدا ارتال من الحلويات والشوكلا:

-تقولي أن العالم اتعبك، ان العالم قد يفنى، انك تشعرين بالإكتئاب، وربما تفكرين بالانتحار، وأن مصاريف هذا العام شلت مقدرتنا، وباتت حياتنا معلقة بالديون والسجن.

ابتسمت، تحاول مسح دموعها وستر ما سأل من ماسكارا وكحل وسخام لوث صفحة بؤسها أمام مرايا تتعبني، ولكنها تصر على صورها المخاتلة بين إطار واخر.

لم اسمعها، حاولت أن تسمعني كلمة بذيئة، فتلقيت ذلك بتلويحة من حبل الارجيلة وسحبت ما طاب من سم الهاري.

اتلفت ما بان من صورها عبر المرايا، فتحت النافذة، وتنفست كأمها لحظة الفناء.

2 - دفاتر الاحتفال.

تذكرت ان في جبتها عشرات الدفاتر عن برامج احتفالات ورحلات وسهرات رقص وسفر، غالبا كانت تقودها في نهاية كل عام؟

أشارت إليّ أن اقترب، انظر إلى هذا البرنامج عندما سافرنا قبل نهاية العام إلى اسطنبول، نظرت، لم أفهم الا انني أحسست بغصة وطعنة، فقد مضى عامنا بين حظر وسوء اعمال، وخراب ومرض ورعب عن قصص الفناء الاتي.

قلت لها، ان أجمل ما في الدفاتر انها بخط يدك الجميل!

رمت الدفتر الذي يشير غلافه إلى عام 2016 فنال من كتفي ووقع على كوب من الشاي المر، لوث جهاز الحاسوب، أغلقت الشاشة، طعنتها طعنة مست هواء الغرفة المشبع بالدخان والعطور الرخيصة والصراخ، وقع الدفتر فوق حطام سوائل اندلقت على لوحة المفاتيح، سال غسيل الورق بكل برامج الفناء،تلك الترتيبات التي لن تتكرر.

3 - فجوة في السماء..ليلة العيد.

ما كان حلما، حدث ان تشبعت روحي به، إذ رأيتني، البس كما الارجوز، ابعتلي شجرة عيد الميلاد واغني بصوت منكر، صاخب، كأي حشاش لعين:

-درج يا غزالة يا ام عيون السود.

ضربني حارس الشوارع، لطمني بالاحذية القديمة، اصدر من صافرة يحملها بيده، عشرات الأصوات الزاعقة، صافرات ارعبت الطيور واليمامات، وشتّتت حتى الغيم الهادئ.

تمردت روحي، جلست اعد نجوم تبدو في كبد السماء، جن جنون الحارس وبدأ يرجمني بالحجارة وبقايا الأخشاب، صادني ووقعت.

صرخت، دق عنقي جراء وقوعي على اشتات ملابسي، صينية عليها منفضة السجائر وبقية ركوة قهوة، اختلطت الاشياء في غسيل منفلت، قطتي تتملص من نزقي، فهربت إلى بيتها، فاض العرق وهز كياني ما كان من الحلم. حلم نهاية متوقعة.

(الرأي)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :