خطاب «العزم والعزيمة»: نرفع هاماتنا بكـم سيدي
عوني الداوود
11-12-2020 12:09 AM
خطاب العرش الذي افتتح به جلالة الملك عبد الله الثاني أعمال الدورة غير العادية لمجلس الامة التاسع عشر يوم أمس، يأتي في مرحلة ليست ككل المراحل وفي ظرف ليس كأي ظرف .. ولذلك - وكما هي خطابات جلالة الملك - كان واضحا وشاملا وجامعا ، وضع فيه جلالة الملك النقاط على الحروف ، ولم يترك محورا الا ورسم له خارطة طريق لما يجب أن يكون عليه .
خطاب العرش بدأ بالعزم والعزيمة ، وهي كلمة تكررت كثيرا في خطاب جلالته أمس رافعا فيها معنويات شعبه - الذي يبادله حبا بحب - ، مبتدئا خطابه السامي بالتأكيد على « ديمقراطية « الدولة الاردنية التي نجحت باجراء انتخابات نيابية رغم ظروف جائحة كورونا ، مما يؤكد ( عزيمة ) الاردنيين وارادتهم . ومع دخول المملكة مئويتها الثانية ، فالوطن قادر على المضي ( بعزم ) وثبات ... وهو الذي بني بسواعد أهله وأبنائه و( عزيمة ) وتضحيات الآباء والأجداد .. وليختم جلالة الملك خطابه السامي بنفس الروح وشحذ الهمم حين يتوجه الى كل فرد في « أسرتنا الأردنية « فيقول جلالته : « أنتم أهل ( العزم ) ، فليكن انتماؤنا عملا وعطاء وانجازا ، ليبقى الأردن قويا عزيزا ، وتبقى هاماتكم مرفوعة».
ونحن نقول لجلالته دائما وأبدا : ستبقى هاماتنا مرفوعة وشامخة بكم سيدي .
في أولويات المرحلة ، وما هو المطلوب في هذا الظرف الاستثنائي كان جلالة الملك واضحا تماما حين قال : « الأولوية في التعامل مع جائحة كورونا ، هي صحة المواطن وسلامته ، وكذلك الاستمرار في حماية الاقتصاد الوطني « ، فقد قرن جلالته هاتين الأولويتين اللتان تتقدمان على غيرهما في هذا الظرف الاستثنائي الصعب وهما ( الصحة - والاقتصاد ) ، ووضع جلالته « وصفة التعامل « مع هاتين الأولويتين من خلال : ( وضع الخطط - وبرامج العمل - والقرارات المدروسة « القابلة للتطبيق « - وشراكة فاعلة مع القطاع الخاص ) .
ووجّه جلالته في هذا الملف تحديدا - الملف الاقتصادي - الى ضرورة الاستفادة من « الفرص الواعدة لدينا ، في الصناعات الغذائية والدوائية والمعدات الطبية والزراعة . كما وجه الى ضرورة « تعزيز ثقة المواطن بمؤسسات الدولة من خلال المزيد من العمل وتحسين الخدمات ، خاصة في قطاعات الصحة والتعليم والنقل . «
خطاب العرش أكد على ثوابت الدولة وهي تحتفل بمئويتها وتقف على أعتاب المئوية الثانية بـ( قصة نجاح )، دولة ديمقراطية مؤسساتية ، دولة قانون .. موجها السلطات للعمل معا بـ» تشاركية « و» تكامل « بين السلطات الثلاث ، وبعيدا عن المصالح الذاتية والضيقة .
خطاب العرش يحتاج الى قراءات عديدة وترجمة برامجية من جميع السلطات والقطاعات وأبناء الشعب الأردني ، لأنه باختصار رسم عناوين المرحلة الحاضرة والمستقبلية ، حتى يبقى الأردن دائما وأبدا قويا وعزيزا بقائده وشعبه وسلطاته وأجهزته العسكرية والأمنية.
(الدستور)