الملك في واشنطن .. تفاؤل اقل وتوقعات حذرة
فهد الخيطان
10-04-2010 05:46 AM
** ما الذي سيطلبه جلالته من اوباما بعد غد؟
يتوجه الملك عبدالله الثاني الى واشنطن اليوم على وقع انباء عن مبادرة سلام جديدة تنوي ادارة الرئيس اوباما طرحها في الخريف المقبل. فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست قبل يومين ان الرئيس الامريكي يدرس بجدية طرح مبادرة سلام امريكية في الخريف المقبل, وانه ينوي التخلي عن "مسار ميتشل" التفاوضي واللجوء الى "مسار الصدمة" بفرض حل سياسي على الاسرائيليين والفلسطينيين.
"مسار الصدمة" كما سمّته الصحيفة الامريكية هو بالضبط ما دعا اليه الملك مرارا وتكرارا وفي اخر مقابلة صحافية لجلالته كانت مع صحيفة "وول ستريت جورنال" الامريكية لَخّص ما ينوي قوله للرئيس الامريكي عندما يلتقيه بغد غد على هامش القمة النووية وهو ان تعلن الادارة الامريكية مرجعيات واضحة وجداول زمنية محددة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية, للتوصل حل الدولتين الذي يشكل السبيل الوحيد لحل الصراع في المنطقة.
وينطلق الملك في موقفه هذا من قناعة راسخة انه من دون دور امريكي فاعل وقيادي في المفاوضات لا يمكن التقدم بعملية السلام الى الامام.
الملك ومعه كل المعتدلين كانوا يأملون بموقف كهذا من ادارة اوباما بعد تسلمه الحكم وكانت التوقعات في صيف 2009 تشير الى نية ادارة اوباما اعلان خطة متكاملة للسلام في المنطقة. لكن آمال المعتدلين خابت بعدما تعثرت جهود الادارة الامريكية امام تعنت حكومة نتنياهو اذ لم تفلح الزيارات المتكررة لمبعوث الادارة الامريكية جورج ميتشل في احداث اي تقدم. وفي تقويمه لهذه المرحلة التي اتسمت بالرهانات العريضة على اوباما يرى ان الاطراف المعنية بالغت في حجم توقعاتها من الرئيس اوباما "الى درجة غير منصفة"
وادت هذه التطورات السلبية الى وضع المعتدلين العرب في مأزق بعدما انهارت مصداقية عملية السلام في نظر الجميع "لان التوقعات كانت عالية جداً بشكل غير عادل" كما قال جلالته في المقابلة مع الصحيفة الامريكية لدرجة ان سياسة الاعتدال العربي كلها وجدت نفسها في وضع حرج في قمة ليبيا الاخيرة وهي تواجه التساؤلات: " الى اي مدى سنعطيكم ايها المعتدلون فرصة للسعي الى السلام".
الملك وهو في طريقه الى واشنطن لا يراهن ابداً على تجاوب حكومة نتنياهو مع اي مبادرة للسلام في المنطقة ويدرك انه ومن دون ضغوط امريكية على الحكومة الاسرائيلية, فان الاخيرة لن تستجيب ابداً لمبادرات السلام.
ومن خلال تصريحاته الصحافية الاخيرة يبدو الملك اقل تفاؤلاً بامكانية استعادة الزخم المطلوب لعملية السلام بوجود حكومة نتنياهو قياسا على تجربته المريرة مع سلوكه المراوغ وانحيازه الكامل لبرنامج اليمين المتشدد في اسرائيل لكنه في المقابل لا زال يؤمن بان الحل هو في يد الادارة الامريكية وبأن الرئيس اوباما لا زال ملتزماً بالعمل من اجل حل الدولتين.
فهل تكفي التوقعات "الحذرة" هذه المرة للتفاؤل بـ "مسار الصدمة" الجديد للادارة الامريكية ام ان سيناريو الحروب الذي حذر منه الملك هو المقبل على المنطقة؟
fahed.khitan@alarabalyawm.net
العرب اليوم