بٌعد نظر للعرب .. السير مارك – سايكس عن العرب عام 1917م
أمل محي الدين الكردي
09-12-2020 03:10 AM
كان العلامة ارنست هوكنغ استاذاً في جامعة هارفرد الامريكية وضع كتاباً في تلك الفترة اسمه (روح السياسة العالمية ) وكان له بعد نظر بحقائق الاشياء العالمية وقد اختص الاستاذ هوكنغ العرب ومستقبلهم والاسلام ومستقبله بفصول شائقة وابواب مختلفة.
ومما اورده المؤلف في احد الفصول المتعلقة بالعرب ونهضتهم الحديثة، بعض اقوال من خطب القاها السير سايكس عام 1917م في مدينة مانشستر بمناسبة تصريح بلفور، مؤكداً فيه لسامعيه اليهود انهم سيواجهون حضارة عربية في دور التجدد تصدهم عن بلوغ ما يريدون وقال: عندما اتكلم عن العرب فلا يكون كلامي في أمر مجهول، وانما أعني به تلك الاقوام التي تقطن آسيا وهم من اصل واحد دماً ولغة والمعروفون بإسمائهم الاقليمية المتفرقة ،من سوريين وعراقيين وما أشبه، او بحسب اديانهم كقولنا نصارى والمسلمين والدروز والمتاولة والنصيرية، وهؤلاء كلهم منحدرون من ارومة واحدة مع ما يمازج بعضهم من الدم الصليبي القليل في سوريا والدم التركي الايراني في العراق. وهذه الاقوام كلها عرب اقحاح على نسبة 85%من مجموعها.
وقد خضع العرب ثمانية قرون للترك فخربت اقنيتهم في العراق، وقطع عليهم فاسكودي جاما التجارة الاوروبية بسبب التوفيق الذي وقفه في طوافة حول الرجاء الصالح كانوا مستبعدين وفقراء ،فريسة الدسائس التركية وهم في عزلة عن حوادث العالم .ولكن هل هم اموات ؟ كلا انتم تعلمون ان (السامي) ينام ولكنه لا يموت مطلقاً. فحيثما وجد اُناس من اصل عربي سواء في نيجيريا ام في شيكاغو، في جاوى في مانشستر يجد الانسان قوماً راقين لهم ميل في الفن والادب والفلسفة ولهم مكان عال في التجارة، عرب اليوم لهم عناصر هذه الحيوية كما كان لأسلافهم من قبل من قدرة على العمل زمن الامويين الذين حملوا الحضارة من دمشق الى قرطبة ومن البصرة الى مجاهل اسيا الاسترالية ولعرب اليوم طاقة والهمة كما كان لأجدادهم زمن العباسيين الذين نشروا الآداب والفنون في كل العالم المتمدن عرب اليوم هم اصحاب قومية حية، وهم منحدرون من اصل واحد ولغة ودماً وهم كثيروا التناسل لديهم وفر من القوة البدنية وخصب التربة، وباستطاعتهم ان يجمعوا بين قوة العقل والفكر والبترول فماذا سيحدث من انتظام هذه القوى عند حدود عام 1950 م؟ النتيجة الحتمية لهذا ان سوريا ستصبح من اكبر الموارد الاقتصادية ذات الصلة بأوروبا وستصبح بغداد ودمشق وحلب مدناً زاهرة تشبه في حركتها اليوم مانشستر وستظهر في هذه المدن العامرة الجامعات وتؤسس دور الطباعة الكبرى وما أشبه.
وسيبدأ هنا تجدد الحضارة العربية بحيث يكون هذا التجدد ماضياً مضياً منيعاً لا يقف في وجهها سلطان من السلاطين ولا قيصر من القياصرة ولا رجال المال المستعمرون.هذا ما قيل في عام 1917م وكانت رؤية لعام 1950 م ونحن اليوم بنهاية 2020م أين نحن اليوم من سوريا والعراق وما وصلت اليه؟ وفي ذات الوقت الذي تحدث فيه مثقفوا العرب عن دولتهم وقومهم بثقة تمتزج بجهل مبين وكان المئات من الانجليز والمستشرقين والدبلوماسين يراكمون مجلدات مفصلة عن المجتمع العربي العلمي تحديداً وهذا السلاح الاهم في كسر شوكة العرب ولما كان حال العرب اليوم من تفتيت وتمزيق وفوضى واضطرابات طائفية وارهاب وقتل كان بإلامكان الذين جاؤوا بعد المستعمرين وحكموا ان يعيدوا الامر او يقيموا وحدة واحدة فلماذا لم يفعلوا؟ بل زادوا وهذا ما نراه اليوم مع بعض الدول العربية، وماذا سيكون مصيرها؟.