على مدى الأيام القليلة التي تلت تشكيل الحكومة الثالثة عشر في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ، تابعت عبر وسائل التواصل الاجتماعي الردود و التعليقات حول نشاط وزير العمل معالي الدكتور معن القطامين , منها ما هو مُرّحِب و غير مُتسرِّع بالتقييم ، و منها ما هو مُتحامِل لا يحمل أساسا نقديا بل يحمل الإساءة و التشهير أحيانا .
لطالما شكّل الوعي بهموم المواطنين و تلَمُس احتياجاتهم الرؤية الواضحة التي تُمكّن صاحبها مِن قرع أبواب الأزمات نُذُراً بالحل ، و لطالما شكلت الرؤية الواضحة سِمة أساسية من سِمات المسؤول النموذج ، و الذي يسعى الى تحقيق الأهداف الوطنية العُليا بالتعاون مع شرائح المُجتمع المُختلفة بالمعاونة و المُناصحة ، لا بالجلد و الإحباط و إطلاق الأحكام المُسبقة جِزافاً ، لاحظت من خلال متابعتي لنشاط وزير العمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي كماً هائلاً من التعليقات السلبية المُفتقرة الى أُسسٍ موضوعية ، بعضها من جهة يغلُب عليها ثقافة مشوهة تَدّعي فساد المسؤول و خطأه إلى أن يُثبت العكس - ولا تعطيه الوقت الكافي للإثبات - و بعضها من فِئة تعتبر أن المسؤول صاحب الرؤية واجبٌ عليه ان يُنفّذ رؤاه و يعكس نتائجها على واقع المجتمع لحظة تقلُده المسؤولية .
لا يخفى على المُتابع للشأن المحلي إنشغال الدكتور معن القطامين بالشأن الداخلي وصفاً و تحليلاً و صوغاً للحلول قبل تبّؤه منصب وزير العمل، و كانت جُل دِراساته للشأن الداخلي مبنية على جُهدٍ شخصي يُشكر عليه ، و قدّم من خلال هذه الدراسات اقتراحات نيّره و حلول بسيطة أقنعت المتابعين و حازت احترام الغالبية ، لكن هذا الاجتهاد يجب أن يؤخذ له لا عليه ، و يجب أن يكون بداية طريق جديد عنوانه التغيير لا التعيير ، فالكثير من المعلقين على نشاط الوزير استخدموا مساعيه النبيلة بدراسة الشأن الداخلي للتعيير و قتل أمل التغيير ، بِحُجة عدم قُدرته على تنفيذها و عكسها على الواقع خلال ايام من توليه المنصب ، و هذه حُجة واهية لا تتسق و المنطق .
إن هذه الردود القليلة التي رصدتها تندرج ضمن أُطر هدّامة تتنوع بين عدم الثقة بمؤسسات الدولة ، و التشكيك بكفاءة و نزاهة مسؤوليها ، و مآلُها وأد أي مساعٍ حقيقة للتغيير الإيجابي و تحقيق مستقبل أرفع ، و إنّ عملية التغيير و التطوير لا تحدث بين ليلة و ضحاها ، و لا بمسحة فانوس ، بل بامتلاك رؤية واضحة نحو التقدم و الازدهار ، و العمل الدؤوب على إنجاز هذه الرؤية ، و إن كل التعليقات و الردود التي تحوي همزا و لمزا و تفتقر إلى المضمون النقدي المنهجي العلمي ما هي الا كوابح تعمل على تأخير التقدم المنشود