يخطىء من يعتقد ان الاردن لم يكن مستهدفاً بالربيع العربي . ما بدأته كونداليزا رايس واكملته هيلاري كلنتون حول الشرق الاوسط الجديد والفوضى الخلاقه كان يستهدف كامل دول المنطقه بلا استثناء وهو ما بات مكشوفاً اكثر بعد صدور مذكرات هيلاري وتسريب بعض الوثائق من حسابها الشخصي .
هيلاري دعمت بقوه تسليم مصر للاسلام السياسي لتوسيع دائرة سيطرته على اكثر من دولة عربيه . ولم يخف تيار الاسلام السياسي في حراكه الربيعي تطلعه للهيمنه على النظام والدوله في الاردن . فقاد المظاهرات وجعل هدفه دوار الداخليه ليكون شبيهاً بميدان رابعه في القاهره ، وأعلن احد قادته انهم جاهزون لاستلام الحكم .
على صعيد آخر اغتنمت ايران لاحقاً تغير موازين القوى العسكريه على الارض في سوريا لصالحها لتزرع مليشياتها على الحدود السوريه الاردنيه . ولولا براعة وحكمة القياده الاردنيه وعلاقاتها المتميزه بالقياده الروسيه لكنا اليوم لا قدر الله في مرمى صواريخ مليشيات ايران.
لم تكتف ايران بسعيها للتمدد على الحدود الاردنيه مع سوريا فهي لم تكف عن استخدام نفوذها في العراق الشقيق لتعطيل كافة اشكال التعاون الاقتصادي والتجاري بين العراق والاردن . ولا يزال النشاط التجاري مع العراق بين فتح واغلاق ، واما مشروع انبوب النفط فلا يزال حبيس ادراج الحكومات العراقيه منذ نحو عشر سنوات .
كل ذلك الاستهداف للاردن ولم نتحدث بعد عن الاستهداف الاكبر من قبل اسرائيل الذي يعود بعض اركان حكمها من اليمين للتحدث بين فترة واخرى عن حلمهم في الخيار الاردني انكاراً للحقوق الفلسطينيه ، واستهدافاً مباشراً للمصالح الاردنيه .
خاتمة الاستهدافات جاءت من صفقة القرن التي تسعى لدفن حل الدولتين وانهاء الطموح الفلسطيني بدولة مستقلة قابلة للحياه والتخلص مما اسمته اوسلو بقضايا الحل النهائي وهو ما يشكل خطراً كبيراً على المصالح الاردنيه العليا .
المستهدفون للاردن ومصالحه دونما استثناء هم من يقفون خلف الابواق الخارجيه التي لا تكف عن مهاجمة الاردن ونظامه ومؤسساته بمناسبة وغير مناسبة ، وتحاول ما استطاعت ان تخلق لها امتدادات داخل الاردن لزعزعة الجبهة الداخليه . فمن لا يقف مع الاردن اليوم في وجه كل هذه الاسهدافات فمتى يقف معه ؟ انه أوان وقوف الاردنيين مع وطنهم وهم الذين لم يخذلوه ابداً .