الخدمات الطبية الملكية 80 عاماً من الرعاية الهاشمية
حسين دعسة
06-12-2020 11:44 PM
قبل اسابيع توجت الخدمات الطبية الملكية، مسيرتها في 80 عاما -من وحدة عسكرية بدأت نواتها عام 1941- واقتصر دورها آنئذٍ على تقديم الرعاية الطبية والوقاية الصحية لمنتسبي القوات المسلحة وبدأت بطبيب واحد وآلية واحدة وبعض العلاجات والأدوية.
وما بين التأسيس واليوم قدمت الخدمات الطبية الملكية ابرز الانجازات الصحية الاردنية، التي تكللت بافتتاح أول مستشفى ميداني عسكري مخصص لمصابي «فيروس كورونا»، في زمن قياسي، وذلك استجابة لإرادة ورغبة ملكية هاشمية سامية بأن يبادر الجيش العربي من خلال افضل منظومة طبية متقدمة وريادية في المملكة وتضاهي افضل الرعاية الصحية والطبية في البلاد العربية والعالم.
تاج الرعاية الصحية والتميز في المملكة حققته الخدمات الطبية الملكية في مختلف مراحل نموها واهتمام الملوك الهواشم بهذا المنجز الطبي الذي نال الصيت الرفيع، وبدا النجاح وقبول التحدي والاستجابة لازمة كوفيد19 واضحا من خلال سرعة ودقة وتميز المستشفى الميداني الاول الذي ابهر كل القطاعات الطبية والصحية بما تم فيه من تقديم اعلى مستويات الجودة والانضباط والالتزام بأرقى وافضل الشروط الصحية الدولية،و توج جلالة الملك عبدالله الثاني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، افتتاح المستشفى الميداني الأول في حرم مستشفى الأمير هاشم بن الحسين بمحافظة الزرقاء، التي تعد نقطة التقاء حركة المملكة السكانية والتجارية والاقتصادية بين مدن المملكة.
خُصص المستشفى الميداني، الذي أنشئ بكلفة إجمالية بلغت 9 ملايين دينار، لاستقبال الحالات المثبت إصابتها بفيروس كورونا؛ بهدف تعزيز الطاقة الاستيعابية، ودعم ومساندة جهود الحكومة في مواجهة الجائحة.
وجال جلالته في المستشفى الميداني، الذي يتسع لـ 300 سرير، منها 48 سريراً للعناية الحثيثة، و12 سريراً للعناية المتوسطة جاهزة للتحويل إلى أسرّة عناية حثيثة.
استطاعت مديرية الخدمات مع تكافل ودعم اجهزة الجيش العربي الهاشمي تنفيذ المستشفى الميداني، المقام على مساحة تبلغ 5200 متر مربع، خلال 14 يوماً، بإشراف مباشر من مديرية مؤسسة الإسكان والأشغال العسكرية.
وضعت الخدمات الطبية نصب عينيها صحة الانسان في الاردن، بالتزامن والتوازي مع صحة الجيش العربي والاجهزة الامنية وايمانا بهذا الدور شكلت من النطق الملكي السامي رؤيتها في «التميز في تقديم خدمة طبية متكاملة تواكب التقدم الطبي العالمي»، وحددت رسالتها العملية والحضارية والصحية من خلال تقديـم خدمة طبية متميزة وآمنة ذات جودة عالية وبكلفة معقولة مع الالتزام بالتطوير والتحسيــن المستمر والاستخـدام الأمثل للمـــوارد المتاحة من خلال الكوادر الطبية المؤهلة والتقنيات الفاعلة في رفع مستوى الرعاية الصحية.
تمت تنمية هذه الرسالة عبر الاصرار على ان تكون الخدمات الطبية الملكية نقطة تحول في القطاع الطبي على جميع المستويات، فمنذ عام 1960 تم تشكيل مركز تدريب الخدمات الطبية، وتوسيعه عام 1988 ليصبح مدرسة الخدمات الطبية الملكية، وفي 1992 تحولت هذه المدرسة إلى كلية الخدمات الطبية الملكية للمهن المساعدة واعتمدت من وزارة التعليم العالي، حيث تقوم على تدريب وتأهيل المنتسبين للخدمات الطبية الملكية في مختلف التخصصات الطبية المساعدة أجادت قيمها و اعرافها وفق الرؤية الملكية الهاشمية التي وضعت مداميك «القيم الجوهرية» للخدمات الطبية الملكية من خلال الايمان بأن:
المريض أولاً وهو محور الاهتمام لتحديد وتلبية إحتياجاته الصحية مع الالتزام باحترام قيم المريض والحفاظ على خصوصية وسرية المعلومات الخاصة بمرضه، والعمل بروح الفريق والابتعاد عن الإنفرادية واحتكار المعرفة وتشجيع العمل بمفهوم الجماعة و الإبداع والابتكار والمسؤولية الاجتماعية الوطنية، بأدوار متعددة لخدمة الوطن والمجتمع المحلي مع الضبط والربط العسكري بالمسؤولية والتقيد بالأوامر والتعليمات ومبدأ الرقابة الذاتية.
..ومن افق التعليم والتطوير ومتابعة كل جديد على الصعيد الفني والاداري والصحي والطبي، جادت ابداعات الخدمات الطبية في مجال مهم وحيوي وحساس في هذه المرحلة من تاريخ المملكة والعالم، فكانت المستشفيات الميدانية التزاماً بالواجب الإنساني والوطني الذي تقوم به القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، التي تقدم خدماتها الصحية والعلاجية بشكل عام لـنحو 38% من سكان المملكة، من خلال المستشفيات والمراكز الطبية الأولية والشاملة.
تلبي الخدمات الطبية حاجة المملكة وتفتح ذراعيها ومستشفياتها ومرافقها لكل المرضى من العرب والاجانب والسياح، وهي منظومة طبية تطورت بوعي وعلم وارادة ملكية هاشمية بدأ التفكير بإنشاء مدينة الحسين الطبية لتكون المركز التحويلي والتعليمي للخدمات الطبية الملكية، وبدئ العمل في بنائها عام 1969 وتم افتتاحها واستقبال أول مريض فيها بتاريخ 14 آب 1973.
اليوم وبيد ملكية قائدة تعيش الخدمات الطبية مرحلة التميز الاقليمي والدور الدولي مع دخول اجهزة طبية متطورة وتنظيماً للخدمة الطبية المتخصصة وتوسعاً في الاختصاصات الفرعية وارسال الفرق الطبية بالمهمات الانسانية على المستوى الدولي والمشاركة بقوات حفظ السلام. كما اعتمدت الخدمات الطبية الملكية على المستوى الاقليمي لتدريب الاطباء والممرضين والفنيين، بالاضافة الى الاعتراف الدولي من قبل العديد من المؤسسات الاوروبية والاميركية ببرامج التدريب في الخدمات الطبية الملكية.
(الرأي)