ان المتابع لاداء حكومة بشر الخصاونة خلال الفترة القصيرة الماضية ومن مشاهدتي للإجراءات التي تمت خلال فترة انتخاب مجلس النواب التاسع عشر، في ظروف استثنائية لم تعايشها حكومة سابقة، منذ تأسيس الدولة الأردنية. وطريقة التنسيق التي اعتمدتها حكومة الدكتور بشر الخصاونة؛ تيقنت أن لدى هذه الحكومة إرادة وتصميم على تحقيق تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه، والتي جاءت في كتاب التكليف السامي. لانجاز الاستحقاق الدستوري واجراء الانتخابات في موعدها الدستوري كما ارادها ملك البلاد.
ومن الجدير ذكره؛ أن المشاركة الفاعلة لوزير الشؤون السياسية والبرلمانية معالي المهندس موسى المعايطة الذي لديه باع طويل في بلورة متطلبات الاستحقاق الدستوري، والذي يتمثل بانتخابات مجلس النواب؛ كان لها أثر واضح بالنظر إلى خبرته الممتدة منذ عدة سنوات، في الشؤون السياسية والبرلمانية. ودوره الفاعل في المشاركة الشبابية وحثهم على المشاركة وتفعيل الدور الشبابي في التنمية السياسية وانخراط الشباب في العملية السياسية ورؤية جلالة الملك بالنسبة للشباب وحثهم على التغيير واصال صوتهم وهذا لايتأتى الا بالانخراط بالعمل الحزبي والشبابي وهذا ما أكد عليه سمو ولي العهد على دور الشباب وهذا ما سعى وحاول معالي وزير التنمية السياسية بلورته على ارض الواقع.
كما أن هذه الحكومة تطمح بالفعل الى تحقيق نمو اقتصادي مستدام. وتؤمن بوجوب الشراكة مع القطاع الخاص؛ كونه الشريك الذي لا يقل شأننا عن القطاع العام في تحقيق التنمية الشاملة. والتي من شأنها استعادة التوازن الاقتصادي والاجتماعي على حد سواء؛ والذي يعد عامل الاستدامة الرئيسي بالنسبة الى القطاعين.
وهناك عدة عوامل تدفع الحكومة نحو تغيير النظم الاقتصادية السائدة، والتحول الى الاقتصاد المنتج. ومنها خفض مستوى الفقر والبطالة؛ بعيدا عن استراتيجيات التنمية غير المستدامة. ومنها أيضا الحفاظ على استدامة خدمة الديون، بما يضمن بقاء التصنيف الائتماني للأردن عند مستوى مقبول.
وهذه الحكومة التي نجحت في إدارة المشهد الانتخابي خلال فترة الجائحة، والذي اعتبر بمثابة تحدي غير مسبوق؛ والتي سارعت في بناء المستشفيات الميدانية بوقت قياسي، لتدارك ازدياد عدد الإصابات بفيروس كورونا. يعول عليها بتحقيق المزيد من تطلعات جلالة الملك؛ ومنها تحقيق الأمن الغذائي، ودعم التحول الى الزراعات ذات القيمة المضافة. ويعول عليها أيضا، باستعادة ثقة المواطن، والسيطرة على المعوقات التي كانت تحول دون تحقيقها.
وما يجعل هذه الحكومة مميزة عن سابقاتها؛ هو انفتاحها على مختلف الآراء والحلول المبتكرة لتجاوز الأزمة بإيجابيه، وتحويلها الى فرصه. ولا يمكن مواجهة الأحداث الاستثنائية بالطرق المألوفة؛ فالأحداث الاستثنائية غالبا ما تحتاج لمواجهتها، إلى طرق مبتكره. ومما يميزها أيضا، إعطاء أهميه للتنسيق المسبق قبل الإدلاء بأي تصريح؛ والتعاون مع مختلف وسائل الإعلام لتحقيق الشفافية.
حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.
والله من وراء القصد.