"طلال أبوغزالة يقول": عندما تغيب الإمكانات .. تبقى الإرادة
د. مشيرة عنيزات
06-12-2020 06:29 PM
إن هذا الكون لا يسير وفق أهوائنا ورغباتنا من المحاولة الأولى، لذلك خلقت المحاولة الثانية والثالثة كذلك.. لكي تبقى الإرادة سيدة الموقف، فكلنا يعرف أنه عندما تلتقي الإمكانات مع الإرادة والطموح فلا يوجد ما يعترضنا في هذه الحياة وسيسير الكون وفق تطلعاتنا، بعض التجارب المليئة بالخيبات تُحملنا "مالا طاقة لنا به"، خاصة في ظل الحاجة وغياب الإمكانات. نعم! فلا شيء يأتي بالسهل، ولكن من المهم أن تبقى العزائم قوية وتبقى الإرادة أقوى، والهمم في القمم.
يقول عبدالرحمن الداخل "حلم الساعة ينتهي فور الساعة وحلم الدهر يظل أبد الدهر، الأمة التي تمتلك حلمًا شمسها لا تغيب". وهذا يعني أننا يجب أن نبني حياتنا ونغيرها بما لدينا وهذا ما يجعلنا أقوى وأشد عزيمة عندما نحاول، فنحن أقوى حين ننظر إلى الحياة ونتعهد أن نغيرها إلى الأفضل، فلا نرض ضعفًا ولا يأسًا ولا نرض إلّا أن نكون رقمًا صعبًا ونتميز فيه في ظل غياب الإمكانات.
يقول طلال أبوغزاله "سر النجاح أن نستخلص الدروس والعبر من المعاناة، لا أن نُترك أحيانًا فريسةً سهلة لهذا الألم الذي تسببت فيه الحياة".
وهذه الفكرة التي أراد كافكا أن يوصلها لميلينا عندما كانت تشعر بالحزن، ففي إحدى رسائله لميلينا يقول: "ماذا لو تجاهلنا الكوب بأكمله ياميلينا؟ نصفُه المُمتلئ قبل نصفه الفارغ.. ماذا لو نظرت إلى عيني فقط؟".
كذلك هي الإرادة دون الإمكانات والمحاولة ودون الإرادة تجعلك تنظر إلى النصف الفارغ فقط ويغيب عنك النصف الممتلئ وهو ما تبحث عنه ويكون أمامك وفي متناول يديك ولكنك لا تراه.
يقول طلال أبوغزاله "التنافس مع الذات هو أفضل أنواع التنافس، كلما تنافس الإنسان مع نفسه تطور أكثر، وهذا يعني أنه لا يكون اليوم كما كان يوم أمس، ولن يكون يوم غد كما هو اليوم".
فالتنافس مع الذات لتحقيق الأفضل كالقوى مهما تمردت وثارت عليك تلك القوى تبقى الإرادة ويبقى الإصرار والطموح أقوى إذا أردنا ولم نيأس.
إن إرادة البشر وإمكاناتهم أقوى من كل قوى الكون وأقوى من الإمكانات المادية، وتبقى رغبة البشر من أجل النجاح أرقى وأعظم من كل الرغبات حتى إنها سبب للرغبة في الحياة.