المصالحة القطرية السعودية
عبداللطيف الرشدان
05-12-2020 11:33 AM
في شهر حزيران من عام 2017 قطعت كل من السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر علاقاتها مع دولة قطر وذلك لأسباب جيوسياسية على الرغم من ان الدول الثلاث بإستثناء مصر أعضاء في مجلس التعاون الخليجي وكانت مواقفها السياسية موحدة قبل ذلك.
وتمثل قطع العلاقات بإغلاق المعابر الحدودية البرية والجوية والمنافذ البحرية وعلى أثر ذلك اتجهت دولة قطر إلى تعزيز علاقاتها مع كل من إيران وتركيا وتوطيد حركة التجارة وأجواء الطيران عبر إيران وقد انعكس قطع العلاقات مع قطر سلبا على كلف الاستيراد واضطرها ذلك إلى محاولة الاعتماد على ذاتها اكثر من اي وقت مضى بعد أن كانت مستورداتها من الأغذية والأدوية تمر عبر المملكة العربية السعودية.
وقد كانت هناك وساطات عربية وخاصة من دولة الكويت لرأب الصدع وإيجاد حل للخلافات القائمة واعادة العلاقات إلى وضعها الطبيعي لكنها لم تنجح.
الإدارة الأمريكية سعت وتسعى بالأساليب الدبلوماسية لاعادة العلاقات إلى طبيعتها لمنظومة دول الخليج وقد قام كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة كل من قطر والسعودية في الثاني من كانون أول الجاري لهذه الغاية بالتزامن مع السعي الكويتي للإصلاح ويبدو ان المحادثات أسفرت عن بوادر اتفاق بين الطرفين لاعادة الأمر إلى طبيعتها.
ويبدو ان الإدارة الأمريكية التي سترحل بعد حوالي شهر وأيام من البيت الأبيض تحاول لملمة أوراقها وإنجاز بعض الملفات ومنها هذا الملف وهي بسعيها هذا إنما تقصد تضييق الخناق على إيران وحرمانها من العائدات القطرية كمكمل للحصار المفروض على إيران.
ما يهمنا في الأمر أن كلا من قطر والسعودية دولتان عربيتان شقيقتان وجارتان وان عودة العلاقات بينهما والاحترام المتبادل يثلج صدورنا ويعزز مواقف الأمة العربية في مواجهة تحدياتها، املين ان يوفق الله بينها ويجمعهما على الخير.